يقول عنه الجميع إنه المرشح الأول للبطريرك الماروني بشارة الراعي لرئاسة الجمهورية، هو قريب من البطريركية المارونية الى حد التوحد، ومستقل عن كل الأفرقاء السياسيين إلى حد الاعتزال، آراؤه يعبر عنها كما يقول في المحاضرات الجامعية وفي الدراسات التي كتبها، هو وزير سابق، وخبير اقتصادي يشبهه الكثيرون بالرئيس الأسبق إلياس سركيس ويرى فيه الكثيرون أنه بديلا عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كمرشح للرئاسة إن فشل البرلمان في تعديل الدستور. انه دميانوس قطار الوزير السابق والأستاذ الجماعي الحالي الذي يؤكد أنه مرشح للرئاسة وأن لبنان يحتاج الى رئيس قوي.. «عكاظ» سألت دميانوس في حوار أجرته معه عن حظوظه في الوصول الى كرسي الرئاسة، حيث أوضح أن حظوظه جيدة، مؤكدا أن الخطوة الأولى التي سيقوم بها في حالة فوزه بالرئاسة هي إقرار قانون عادل للانتخابات النيابية، يفرز سلطة تمثل الجميع في لبنان ولا يهمش أحدا، بحيث يشعر الجميع بميولاتهم وطوائفهم أنهم ممثلون في هذه السلطة بعدالة. دميانوس قال ان البطريركية المارونية تقف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وبالتالي هي على مسافة واحدة من كل المرشحين لرئاسة الجمهورية، بيد أنه قال ان البطريركية المارونية لن تدعم مرشحا معينا. ونفى دميانوس أن تكون الدعوة لجلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية هي دعوة صورية قائلا إنها دعوة جدية لأن كافة الأفرقاء اللبنانيين وفي عدة مواقف لهم أبدوا تأييدهم لهذا الاستحقاق ولحضور جلسة الانتخاب. وفي ما يلي نص الحوار: في 23 أبريل ينعقد مجلس النواب بناء لدعوة الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هل تعتقد أننا أمام جلسة حقيقية للانتخاب أم أننا أمام دعوة صورية لجلسة سوف تؤجل؟ - لا أعتقد أن الدعوة لجلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية هي دعوة صورية بل دعوة جدية لأن كافة الأفرقاء اللبنانيين وفي عدة مواقف لهم أبدوا تأييدهم لهذا الاستحقاق ولحضور جلسة الانتخاب. فيما إن حدث شيء غير متوقع فهذا أمر لا أعلمه، لكن كل المؤشرات تؤكد وتقول إن هذه الدعوة هي دعوة جدية. يتم تداول اسمكم كمرشح قوي للرئاسة، فيما نرى ان التنافس الإعلامي يجري بين الدكتور سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية كمرشح محتمل لقوى 14 آذار والعماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر كمرشح محتمل لقوى الثامن من آذار، بين هذا التناطح المحوري على كرسي الرئاسة أين أنتم كمرشحين مستقلين؟ - أثبت لبنان عبر تاريخه وحاضره ان موقع رئاسة الجمهورية هو موقع جامع ومن هنا فإن القوى السياسية إن توحدت حول رأي معين فإن أحد هذه الأركان المحورية يمكن ان يكون رئيسا للجمهورية وإن لم يجر الاتفاق بين هذه القوى الرئيسية فيصبح بالإمكان عندها لكافة الأطراف ان تقدم بعض التنازلات لإنتاج حالة جديدة من خارج الاصطفافات وقد أثبتت التجارب في لبنان أن هذا الأمر ليس مستحيلا لا بل هو المرجح. باعتقادكم وسط الانقسام العامودي والتوترات الإقليمية والأمنية التي يمر بها لبنان، هل يحتمل لبنان مرشحا تصادميا يمثل فريقا دون آخر؟ - أعتقد ان كافة الأفرقاء يدركون تماما مخاطر الأمور التصادمية، لكن كافة الأفرقاء اللبنانية من حقها الطبيعي والدستوري ان تطرح مرشحها الخاص للانتخابات الرئاسية، وبالتالي فالتنافس أمر صحي وطبيعي لكن الاعتبارات الوطنية تفرض نفسها بالنهاية على خيار نواب الأمة. لقد أعلنت ترشحكم للانتخابات الرئاسية، باعتقادك من هو الفريق الذي يؤيدك، وهل هو فريق بقرار داخلي أم تسوية إقليمية تفرض على الأطراف الداخلية؟ - أعتقد أن الأمر داخلي أكثر مما هو إقليمي في هذه المرحلة، فلبنان عبر كل أفرقائه يستطيع أن يتحاور داخليا عبر أفرقاء خارجيين من أجل إنجاز هذا الاستحقاق بنجاح. باعتقادكم من هم أبرز الناخبين الخارجيين في هذه المرحلة؟ - إن لبنان عبر تاريخه يخضع لتجاذبات إقليمية وخارجية وهذا أمر طبيعي، حاليا هناك قوى إقليمية ودولية لها تأثيرها في لبنان ولها موقع استراتيجي وتأثيري في لبنان، كما ان الدول الاوروبية لها دورها ونأمل ان تكون حريصة على استقرار وسلامة لبنان ووحدته، فيما بين روسيا والولايات المتحدة تشابك حاليا أكبر بكثير من لبنان وهذا ما يعزز الدور الداخلي في هذا الاستحقاق. هل قمت باتصالات مع الأطراف الداخلية من أجل دعم ترشحك للرئاسة وما هي نتيجة هذه الاتصالات؟ - الاتصالات مستمرة مع كافة الأفرقاء ولم تتوقف أبدا وأنا لدي العديد من المحاضرات والدراسات والمداخلات الإعلامية والجميع يعرف توجهاتي وطريقة تفكيري ورؤيتي لكافة الأمور الوطنية، نحن نترقب قرار 14 و8 آذار في هذا المجال، إن كانوا سيتفقون على مرشح معين أم أنهم سيختلفون وحينها تصبح حظوظ الكثير من المرشحين قوية وقابلة للتحقيق. الأيام المقبلة كفيلة بتبيان كل التفاصيل والانتخابات الرئاسية تخاض حتى اللحظة الأخيرة في لبنان. هناك من يقول إن الوزير دميانوس قطار هو مرشح البطريرك الماروني بشارة الراعي، ويدعمه في الوصول الى رئاسة الجمهورية، ما حقيقة ذلك؟ - إن البطريركية المارونية وعلى رأسها البطريرك بشارة الراعي تقف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وبالتالي هي على مسافة واحدة من كل المرشحين لرئاسة الجمهورية تربطني علاقة مميزة مع البطريرك الراعي وافتخر بها، لكن البطريركية المارونية لن تدعم مرشحا معينا. كيف تنظر كمرشح رئاسة للعلاقة بين لبنان والعالم العربي، وتحديدا للعلاقة اللبنانية الخليجية وعلى رأسها العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟ - المملكة العربية السعودية دولة محورية حريصة على لبنان وأمنه ووحدته واستقراره، وأنا حزين للحالة التي وصلنا إليها في العلاقة مع الدول الخليجية وأعتقد ان أولى أولويات الرئيس اللبناني المقبل ستتمثل في أن يستعيد ثقة الدول العربية كافة وبخاصة دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تستضيف على أراضيها أعدادا كبيرة من اللبنانيين، كما يرتبط لبنان مع هذه الدول ومع المملكة تحديدا بعلاقات اقتصادية واجتماعية وأخوية. ما هي رؤيتك لموقف لبنان في الأزمة السورية؟ - أعتقد أنه على صعيد الملف السوري علينا أن ننتقل من مرحلة النأي بالنفس الى مرحلة حماية النفس لكي لا تصبح المشكلة أصعب وأطول. كيف ترى سياسة حماية النفس عمليا؟ - بداية الاهتمام بموضوع الحدود اللبنانية السورية ثم الاهتمام بالنازحين السوريين. لو انتخبت رئيسا.. ما هي الخطوة الأولى التي ستقوم بها؟ - الخطوة الأولى التي سأقوم بها هي إقرار قانون عادل للانتخابات النيابية، يفرز سلطة تمثل الجميع في لبنان ولا تهمش أحدا، بحيث يشعر الجميع بميولاتهم وطوائفهم أنهم ممثلون في هذه السلطة بعدالة. هل هذا حلم أم أنه قابل للتحقيق وكيف يمكن تحقيقه؟ - لا كلام قبل قانون الانتخاب وقانون الانتخاب هو المفتاح لمعالجة أمور كثيرة في لبنان. هناك كلام عن ضرورة وجود رئيس قوي دائما.. هل لبنان بحاجة الى رئيس قوي أم إلى دولة قوية؟ - إن لبنان بحاجة إلى رئيس قوي يجمع اللبنانيين وهذا أمر أساسي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان وعندما يجمع اللبنانيون على الرئيس نبدأ بالعمل والبحث عن الدولة القوية. فإن لم يكن هناك وحدة وكان هناك صراع فمن الصعب تأسيس دولة قوية.