ما تعيشه بلادنا من منظومة أمنية شاملة، واستقرار وطمأنينة -كحالة استثنائية في محيطها- يمثل إنجازا وطنيا كبيرا يتطلب وقفة منصفة مع من يقف خلف هذا العمل الكبير الذي يعكس قدرات وطنية ورؤية عميقة وفكرا مستنيرا وإرادة قوية، وشخصية متفردة. الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، هو حديث عن الفكر الحديث وعن منظومة الأمن الشامل وعن الإنجاز الوطني الكبير، والصمود في وجه التحديات وقهر المهددات الأمنية، وتجسيد رؤية القيادة الحكيمة في بسط الأمن والاستقرار والطمأنينة في كل شبر من أرض بلادنا الشاسعة. محمد بن نايف كما يعرفه الجميع رجل أمن من طراز خاص، وقيادي بمواصفات فريدة، وصاحب رؤية عميقة، كونه يتولى شأنا مهما في الدولة لا يستطيع أن يتصدى له إلا من كان بهذه القدرات، وبهذا العزم وهذه الروح الوطنية التي تتجلى في كل منجز أمني يتحقق لهذا الوطن الغالي. منذ تعيين سموه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية عام 1999م برزت ملامح قدراته الأمنية وقوة شخصيته وحكمته في التعامل مع المسائل الأمنية، حيث استطاع أن ينهل من معين والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أرسى دعائم الأمن السعودي وقام بتطويره وتنظيمه، فاكتسب محمد بن نايف المزيد من الخبرات التي جعلته رجل أمن من نوع فريد يشار إليه بالبنان على مستوى العالم. لذا حينما تولى سموه وزارة الداخلية، سار على ذات النهج الأمني الذي أسسه سمو الأمير نايف رحمه الله، بل استطاع أن يضبط إيقاع الأمن بذات الوتيرة وكأن الأمير نايف ما زال موجودا على رأس وزارة الداخلية، ثم انطلق بعد ذلك لمرحلة التطوير. إن ما يميز الأمن في بلادنا أن رجال الأمن يتمتعون بمعنويات عالية وروح وثابة وبسالة نادرة وولاء للوطن وقيادته يعززه شعورهم بالأمن والأمان بقيادة رجل يجدون في شخصه الشجاعة والقوة والقدوة والوقوف معهم مساندا ومضحيا من أجل الدين والملك والوطن، من خلال آلية قوية وخطط سليمة وثقة عالية دون أن يكون ذلك على حساب التخطيط الاستراتيجي، أو التدريب والتأهيل أو التوجيه المعنوي، أو الجوانب الإنسانية فيما يخص شهداء الواجب وذويهم، حيث تسجل له في هذا الميدان مواقف تثلج الصدر وتعكس مدى إنسانية سموه. وتجلت حكمة سموه في البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية واعتمده خادم الحرمين الشريفين بشأن تجريم الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأحزابه وذلك تحقيقا للمنهج الأمني الذي ينشده الجميع وهو المرتكز الأول للمملكة منذ تأسيسها. هذا جانب من شخصية محمد بن نايف، وهو موسوعة أمنية متكاملة، وهو سر المنظومة الأمنية السعودية الشاملة التي يعز نظيرها في العالم.