يحسب لهذه البلاد.. ولأبناء هذه البلاد وفاؤهم.. وتذكرهم الرموز الكبيرة التي كان لها دور كبير في حياتنا.. وفي بناء وطننا.. وفي الحفاظ على مكتسبات وطننا.. كما يحسب لها ولأبنائها.. أن تتذكر هؤلاء الكبار الذين رحلوا عنا بعد أن تركوا لنا بصمات قوية في شخصيتنا المتميزة.. أقول هذا الكلام في مناسبة حفل توزيع جائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية اليوم بالرياض تحت رعاية سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. فالوطن الذي عرف الأمير الراحل وزيرا للداخلية أولا ولمدة عاما.. ونائبا ثانيا ثم وليا للعهد.. لا يمكن أن ينسى ما قدمه له الأمير نايف يرحمه الله من أعمال ضخمة ساهمت في ترسيخ قواعد الأمن والسلامة والاستقرار ليس فقط بالنسبة لبلادنا الغالية.. وإنما لدول وشعوب الإقليم كافة بما كان يشكله من فكر عميق.. وإدراك واسع.. وإلمام شامل بأدق تفاصيل مقومات السلامة للأوطان.. فشكل بذلك ضمانة غير مسبوقة في التاريخ الأمني لتماسك منطقة كانت تحيط بها الأخطار من كل جانب.. سواء من خلال الاتفاقات الأمنية الثنائية.. أو المشتركة.. أو من خلال الشراكة الأمنية الواسعة مع دول العالم الأخرى.. والأمير نايف.. ونحن نتذكره اليوم في جانب من جوانب شخصيته المؤثرة.. إنما نتذكر معه كيف زاوج بين شخصية المفكر والحكيم والإداري المنظم وصاحب الرؤية الاستشرافية الثاقبة.. لما وهبه الله من قدرات خاصة وغير عادية.. وما منحه من طاقات هائلة ومذهلة لا تستطيع إلا أن تقف أمامها «مشدوها» وأنت تتحدث معه أو تستمع إليه أو تتلقى أفكاره ورؤاه الغنية بالتجربة والعمق والشمول والتنوع والوضوح في آن معا.. فهو يرحمه الله.. لم يكن رجل أمن فقط.. ولم يكن رجل سياسة فحسب.. ولم يكن رجل علم وكفى.. وإنما كان كل هؤلاء في وقت واحد.. كان رجل دولة ضخما.. بفكره.. وخبرته.. وأناته.. وحكمته.. فضلا عن سماحته وسعة صدره حتى في أشد الظروف حلكة.. ومدعاة للغضب والانفعال.. نتذكر هذا اليوم.. ونتذكر معه الإنسان الذي افتقدناه أبا حانيا.. وعظيما في كل شيء.. ونتذكر معه كيف أنه كان شخصية فريدة بتوازناته.. وحساباته الدقيقة.. وباحترامه الجم للصغير قبل الكبير.. وبقدرته على الجمع بين أمور الدين والدنيا.. لأنه يؤمن بأن عقيدة السماء مصدر حياة غنية بالعطاء الذي لا ينتهي ولا يضيق دون سعادة الإنسان ورقيه وتطور أوجه حياته.. نتذكره اليوم.. وسوف نتذكره ما حيينا لأنه ترك في نفوسنا أثرا عميقا لهيبة رجل الدولة الشامخ والقوي والرحيم والحازم في آن معا.. فكان بذلك صمام أمان لنا ولوطننا كما كان مصدر طمأنينة بكل ما اتصف به من خصائص نادرة.. ومؤثرة.. رحم الله الأمير نايف.. وأسكنه فسيح جناته.. فكل من عرفه عن قرب.. أو أحس به كقيمة وطنية عظيمة.. لا يملك إلا أن يتذكره في كل حين ويدعو له ويترحم عليه.. ويتذكر أعماله الجليلة على كل صعيد. *** ضمير مستتر: العظماء لا يفارقون عقولنا ومشاعرنا وإن ابتعدوا عنا. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]