يملك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان قاعدة معلوماتية غير عادية عن الحركة التنموية التي تشهدها المنطقة في مختلف الجوانب، ويحرص على أن يقف شخصيا على مشكلات وهموم المواطن لمعالجتها واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. والملفت للنظر في شخصية سموه أنه ملم بكل صغيرة وكبيرة في أرجاء هذه المنطقة الواسعة والمترامية الأطراف، خاصة تلك المتعلقة بالاحتياجات الأساسية للمواطن، وما يشوبها من نقص أو اختلالات. وأكد سمو أمير منطقة جازان في حديثه المطول ل«عكاظ»، أن حرصه على أن يكون قريبا من المواطنين متلمسا احتياجاتهم وجادا في العمل على تلبيتها، ساهم وبشكل فعّال في تحقيق هذه الرؤية التي هي مطلب لكل مسؤول يبحث عن تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، التي تؤكد دائما على أن المواطن هو أساس التنمية. وقال سموه إن جازان تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة في الجوانب المتعلقة بالنهضة التنموية الشاملة، ولم يخف سموه حاجة عدد من الأحياء داخل المدينة إلى معالجات جذرية تصادر معاناة سكانها وتحقق لهم الكثير من المتطلبات الضرورية للحياة اليومية. وأجاب الأمير محمد بن ناصر على كثير من الأسئلة المتعلقة بهموم المواطن ومعاناته مع بعض الأجهزة الخدمية، وسير العملية التنموية من خلال الحوار التالي: • سمو الأمير، كيف تنظرون إلى ما تحقق لمنطقة جازان من مشاريع تنموية في مختلف المجالات؟ •• الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فبعد الزيارة التاريخية لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- عام 1427ه حصلت نقلة نوعية حضارية وتدفقت بشائر الخير والنماء للمنطقة في شتى المجالات التي تهم المواطن. • من وجهة نظر سموكم، إلى ماذا تعزون هذه النقلة غير المسبوقة والتي تحققت خلال أقل من سبع سنوات؟ •• بالطبع أعزوها إلى الاهتمام الكبير من الدولة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين، التي أولت المنطقة عناية خاصة ركزت خلالها على تحسين البنية التحتية للمنطقة، واعتماد مشاريع كبيرة ضخت الدولة فيها مليارات الريالات. نقلة تنموية • بودنا أن تحدثنا سموكم عن أبرز المشاريع التي ستضاف لما هو قائم ويجري تنفيذه حاليا في المنطقة؟ •• نتطلع دائماً إلى ما هو أكبر ويحقق نقلة نوعية للمنطقة، ونتطلع أيضا إلى مشاريع الإسكان الجديدة للتخفيف من معاناة المواطنين. • ندرك اهتمامكم بالمحافظات والمراكز والحرص على تلبية مطالب سكانها، ما هي الآلية التي من خلالها تتلمسون احتياجاتها؟ •• نسعى دائماً إلى حث كافة الجهات الخدمية بسرعة تنفيذ المشاريع وتذليل كافة العقبات، لأن هذه المشاريع تخدم كافة أنحاء المنطقة، ومن خلال المجالس المحلية والمجالس البلدية في المحافظات والتقارير والزيارات الميدانية. • هل لمجلس المنطقة دور في ذلك وكيف؟ •• مجلس المنطقة يتولى رسم السياسات الاستراتيجية التنموية للمنطقة، ففي كل دورة من دورات المجلس يعقد اجتماع في إحدى المحافظات للاطلاع عن كثب على احتياجات المحافظة، والاستماع لطلبات المواطنين ومعالجة أوجه القصور بالتنسيق مع الجهات المختصة. شركة أمنية • مشاريع كورنيش مدينة جازان بدأت تطل بجمالها وروعة تنسيقها، إلا أن يد الإهمال تطالها أحياناً في ظل غياب الرقابة والصيانة، كيف ستتم المحافظة على هذا المنجز السياحي؟ •• نناشد الجميع بالمحافظة على هذه المكتسبات، كما أن الأمانة قامت بطرح مشروع حماية الممتلكات، وجار توقيع العقد من قبل صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، بهدف المحافظة على الممتلكات بالتعاقد مع شركة أمنية لمتابعة مواقع الأمانة ومنها هذا الكورنيش. معالجة الأحياء • في جازان أحياء تعاني من تدني مستوى الخدمات البلدية وأخرى لا زالت تقاوم العشوائيات، ما هي الحلول من وجهة نظر سموكم لتلافي هذا القصور؟ •• هناك فعلا تدن بمستوى بعض الخدمات البلدية ومنها النظافة وصيانة الطرق داخل الأحياء وبعض الخدمات الأخرى، وقد تم تكليف لجنة الخدمات والإسكان والمراكز الحضرية بمناقشة هذا الموضوع مع المسؤولين في أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها، وأبدى الجميع عدم رضاهم عن الوضع القائم حالياً، وأكدوا بأنهم جميعا سيعملون على تغيير هذا الوضع، ولكن بالدرجة الأولى يجب على المواطنين التعاون مع الجهات المختصة ومساعدتها في أداء أعمالها على الوجه المطلوب، أما ما يخص العشوائيات فهناك أيضاً مناقشة مع أمانة المنطقة وبلدياتها حول وضع مخطط إرشادي للمنطقة وسيكون في القريب العاجل أمام الجميع. الخدمات الأرضية • يلاحظ سمو الأمير أن المشاريع المنفذة التابعة للأمانة داخل مدينة جازان والتي تم استلامها سرعان ما تعاني من الترهل في الطبقة الأسفلتية وتكسر في الأرصفة وتلف المساحات الخضراء، أين تكمن المشكلة وكيف بالإمكان المحافظة على هذه المشاريع التي كلفت الدولة مئات الملايين؟ •• أصدرت تعليمات بضرورة إيجاد غرفة لتنسيق المشروعات مشكلة من كل القطاعات الخدمية، وهذا سوف يساعد على تنسيق المشروعات لأن المشكلة تكمن في عدم تنسيق الخدمات الأرضية التي تؤثر على سطح الأسفلت في حالة القطع لخدمات أخرى مثل الصرف الصحي والمياه والهاتف والكهرباء. أزور الأهالي • قربنا من سموكم كشف لنا مدى معرفتكم وإلمامكم بكل صغيرة وكبيرة في المنطقة رغم اتساعها، كيف تحقق لكم ذلك؟ •• منذ أول يوم وضعت قدمي على تراب هذه المنطقة لمباشرة مهام عملي بتكليف من القيادة الرشيدة وأنا أقوم بزيارات ميدانية شملت كافة أنحاء المنطقة، استمع خلالها لشكاوي المواطنين ومتابعة طلباتهم، والاطلاع على ما يردنا من تقارير من مجلس المنطقة والمجالس المحلية. • وهل هناك جهات تزود سموكم بتقارير يومية، أم أن مرد ذلك قربكم من المواطن البسيط؟ •• هناك جهات رقابية وجهات متابعة سواء من الإمارة أو من خارجها، تقوم بمتابعة أداء الإدارات الخدمية الحكومية وتزويدنا بتقارير دورية عن القصور الذي يتخلل هذه الجهات، ويتم التنسيق مع هذه الجهات أولاً بأول لتلافي هذا القصور، كما أن للمواطن دورا أساسيا في تقييم مستوى الخدمات، ويتم تلقي ومتابعة الشكاوى الواردة من المواطنين سواء بالتقديم المباشر لنا في ديوان الإمارة أو عن طريق متابعة ما ينشر في وسائل الإعلام ومعالجته مع الجهات ذات العلاقة أولاً بأول. سعة المستشفيات • الخدمات الصحية مرت بمراحل شد وجذب نتيجة تسليط الضوء عليها بسبب بعض الأخطاء الطبية، وعلى ضوء ذلك أجريت بعض التغييرات الإدارية، كيف تنظرون سمو الأمير إلى وضع الخدمات الصحية في الفترة الحالية؟ •• الجهود التي يبذلها القائمون على صحة منطقة جازان من أجل تطوير الرعاية الصحية التي تقدم للمرضى والمراجعين كبيرة جداً من حيث الارتقاء بالخدمات الصحية التي تقدم للمريض في كافة مرافق الصحة عبر المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة بمحافظات المنطقة، وما حققه مستشفى الملك فهد المركزي خلال الأيام القليلة الماضية عند حصوله على شهادة الاعتماد الدولية للمنشآت الصحية jci من قبل لجنة تقييم المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية خير شاهد على النقلة النوعية التي تشهدها المنطقة في المجال الصحي، وما زلنا نتطلع إلى تحسين وتطوير للخدمات الصحية لكونها من أولويات المواطن. • إذن، ما أبرز المشاريع الصحية الهادفة إلى زيادة السعة السريرية للمستشفيات في المنطقة، وكيف ستعالجون تعطيل أو تأخير تنفيذ بعضها؟ •• هناك مشاريع صحية عديدة تحت الإنشاء، تتمثل في مستشفيات ومراكز متخصصة ستشهدها المنطقة خلال الخمس سنوات القادمة، وستضيف 2200 سرير بالمنطقة ليرفع من معدل الأسرة بالمنطقة إلى أكثر من 4000 سرير بعد الانتهاء من كافة المشاريع الصحية، ويأتي في مقدمة هذه المشاريع المستشفى التخصصي 500 سرير، ومستشفى الدرب 200 سرير، ومستشفى القطاع الجبلي 300 سرير، ومستشفى القطاع الجنوبي 300 سرير، ومستشفى النساء والولادة 300 سرير، ومستشفى الصحة النفسية 200 سرير، ومستشفى فيفا 50 سريرا، ومستشفى العارضة 50 سريرا، إضافة إلى المراكز المتخصصة كمركز القلب والأورام 300 سرير، ومركز طب الأسنان بجازان 50 عيادة، ومركز طب الأسنان بصامطة 30 عيادة، ومركز طب العيون ومركز الطب الشرعي والمركز الوطني لنواقل المرض، وكذلك مشروع للمختبر وبنك الدم ومركز السموم الإقليمي بالمنطقة، و50 مركزا صحيا منها 17 مركزا لطب الأسرة. القطاع الجبلي • البعض من سكان المراكز والقرى الجبلية يشتكون من غياب مراكز الرعاية الصحية الأولية وضعف الكادر الطبي في بعض المستشفيات، وندرك بأن صوتهم وصل لسموكم، هل من تطمينات لهم باعتماد مشاريع في هذا الجانب مستقبلا؟ •• هناك العديد من المشاريع الصحية التي سيشهدها القطاع الجبلي، حيث تم اعتماد مستشفى للقطاع الجبلي بسعة 300 سرير سيتم البدء في إنشائه قريباً، إضافة إلى قطاع الرعاية الأولية الذي تم تدشينه مؤخراً بمحافظة بني مالك، وكذلك مشاريع تحت التنفيذ، والتجهيز لمراكز الرعاية الأولية بآل يحيى وضهيا والعزة وآل محمد والخوارم، وذلك بقيمة 14 مليون ريال، ومشاريع إنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية ببني مالك وجبال الحشر وآل سلمى بقيمة 9 ملايين ريال، ومشروع مبنى للكلى بمستشفى بني مالك بقيمة 8 ملايين ريال، إضافة إلى إحلال مشاريع لمستشفى فيفا العام 50 سريرا، ومشروع إحلال مستشفى العارضة العام 50 سريرا. • هل ترون سمو الأمير أن غياب بعض الخدمات والمدارس الأجنبية نفر بعض الأطباء من العمل في منطقة جازان؟ •• تعمل المنطقة على استحداث مشاريع تعليمية بما فيها إنشاء مدارس أجنبية وهي في طور الانتهاء، وذلك من باب التشجيع على قدوم الأطباء والخبراء للمنطقة، وجعلها بيئة جاذبة للعمل، علما بأن مدارس فتحت وأخرى تحت الإنشاء. • ما الحلول لمواجهة هذا الأمر، وهل ترون بأن رجال الأعمال أدوا دورهم للإسهام في تنفيذ المشاريع التي تسهم في ترغيب الأطباء للعمل بالمنطقة؟ •• لا تزال هناك مشكلة في جذب الكوادر الصحية المؤهلة وخاصة من فئة الاستشاريين والأخصائيين للمنطقة، ولعل ما تشهده المنطقة من نهضة في كافة الجوانب سوف يساعد على جعل جازان «منطقة جاذبة» بشكل عام وفي الجانب الصحي بشكل خاص. الطرق والتنمية • سمو الأمير ننتقل إلى محور هام وهو مشاريع الطرق التي تعد الشريان الرئيسي للتنمية، كيف تنظرون إلى مشروع طريق نجرانجازان، وانعكاساته الاقتصادية والأمنية مستقبلا؟ •• لا شك أن هذا المشروع سوف يكون له أثره الكبير في تنمية منطقة جازانوعسيرونجران، خصوصاً وأن منطقة جازان تحتضن الميناء والمدينة الاقتصادية، ووجود مشروع بهذا الحجم سوف يسرّع من وتيرة الاستثمار والنقل عبر الخطوط البرية، مما يساهم في المردود الاقتصادي في هذه المناطق، وكما تعلمون أن المشروع سوف يختصر المسافة بين منطقة جازان ومنطقة نجران، وبالتالي ستكون عملية الانتشار الأمني أقل صعوبة كون المنطقتين من المناطق الحدودية، وهناك مشروع طريق هام وحيوي آخر يربط محافظة خميس مشيط بمنطقه عسير ومحافظة بيش بمنطقة جازان بتكلفة إجمالية تصل إلى ستة مليارات ريال. • هناك عدد من المواطنين وتحديداً سكان المناطق الجبلية، يرون أن مشاريع الطرق تنفذ بطريقة عشوائية بعيدا عن تطبيق المواصفات الفنية، كيف تتأكدون سمو الأمير من تلافي هذا الأمر؟ •• تنفيذ الطرق في المناطق الجبلية وكما يعلم الجميع أكثر صعوبة منها في المناطق الأخرى، وذلك بسبب كثرة أعمال القطع في الجبال، ومحدودية الخيارات للمسارات في تلك المناطق تجعل الأمر أيضاً صعباً، لكن الدولة -أعزها الله- وفرت الإمكانات لتسهيل عملية التنفيذ في تلك المناطق، كما أن المواصفات الفنية لمشاريع المنطقة الجبلية كغيرها من المشاريع الأخرى في المنطقة مطابقة للمواصفات العالمية وتخضع لعملية اختبارات من قبل الجهات المشرفة على التنفيذ وبمتابعة من لجنة متابعة المشاريع المنبثقة من مجلس المنطقة، وهناك كود معين من قبل هيئة المساحة الجيولوجية للتكيف مع الهزات الأرضية ومقاومة الزلازل.