هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهة رسمية مكلفة بتطبيق نظام الحسبة وهي مستوحاة من الشريعة الإسلامية، على أن البعض يطلق على الهيئات مسميات أخرى كالشرطة الدينية أو رجال الهيئة، وللهيئة مهام كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر متابعة تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في الأسواق والأماكن العامة والحيلولة دون وقوع المعاصي والمنكرات وأفعال الشعوذة والسحر والدجل على الناس وأكل أموالهم، إضافة إلى التواجد في الأماكن العامة وحث الناس على أداء الصلاة جماعة وغلق المحلات وتوقف البيع والشراء وكبح جماح إيذاء النساء أو ابتزازهن أو اقامة علاقات غير مشروعة بين الجنسين إلى غير ذلك من مهام الهيئة. والحقيقة أن مهام الهيئات عظيمة وفوائدها جليلة تعود على المجتمع والفرد والأمة بالخير والنفع والصلاح للمساهمة في ايجاد مجتمع نقي طاهر وهي مما تميزت به بلادنا حيث كانت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركيزة أساسية منذ توحيد البلاد ولله الحمد. قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). ولا يعني وجود جهاز الهيئة والأعضاء ألا يكون هناك بعض الملاحظات على أداء البعض فالهيئة مهام وأعباء، وأعضاؤها بشر يصيبون ويخطئون كأي موظف بأي جهة رسمية ولدى الهيئة ادارة رقابة وإدارة قانونية لمتابعة الأخطاء والملاحظات والتحقيق بها ومحاسبة من يرتكب أي خطأ أو تجاوز بل إن بعضهم يحال عندما يستلزم الأمر إلى جهات خارج الهيئة لمحاسبته نظاما وشرعا لتحقيق مبدأ العدالة والشفافية وهو أمر محمود ومطلوب. والمتابع لمسيرة الهيئات عبر عقود مضت يجد أنها بالرغم من الجهود المبذولة بحاجة إلى منظومة من التطويرات الجذرية في العديد من المسارات لتحد من أي اجتهادات غير موفقة وتعالج أي ملاحظات أو أخطاء قد تحصل، خاصة أن عمل الهيئة حساس جدا ولم تسلم الهيئة من العديد من الانتقادات والملاحظات على أداء بعض منتسبيها، ولعل من أهم ما يرجوه الجميع للارتقاء بأدائها هو تطوير أداء الأعضاء بداية بتأهيلهم العلمي ورفع المستوى التعليمي للجميع بالهيئة عن طريق اتاحة الفرصة والتحفيز لمواصلة الدراسات الجامعية والعليا، ثم تطوير الأداء عن طريق اقامة دورات متقدمة تتعلق بصميم عملهم اجرائيا وميدانيا للارتقاء بأسلوب عملهم وآلية تعاملهم مع أفراد المجتمع بأساليب تواصل يتقبلها المتلقي منهم بعيدا عن أسلوب الاجتهاد الفردي والأداء العشوائي أو المتعجل أحيانا الذي نلاحظه من البعض، مع دعم جهاز الهيئات بالامكانيات المطلوبة في المباني والأجهزة والتقنيات لننتقل بهذا الجهاز الحيوي الهام من مرحلة حالية إلى مرحلة أكثر نضجا وتطويرا وأداء، فالمجتمع لا يريد تطويرا نظريا أو انشائيا أو إعلاميا لا يخرج منه بفائدة ترجى وتلمس على سقف الواقع بل يريد نقلة نوعية حقيقية للجهاز يلمسها ويراها المواطن والمواطنة خلال تعاملهم واحتكاكهم بأعضاء الهيئة.. وأملنا في الله ثم في القائمين على هذا الجهاز كبير. خاتمة: واستشعر الحلم في الأمور ولا تسرع ببادرة يوما إلى رجل وإن بليت بشخص لا خلاق له فكن كأنك لم تسمع ولم يقل