أكد الرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه سوف يسعى بكل قوة أن يكون مبدأ الهيئة هو حسن الظن، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته. هذا بلاشك توجه إيجابي يعبر عن رغبة صادقة في التغيير نحو الأفضل وتعبر عن واقع سجلت عليه كثير من الملاحظات، وقد حان الوقت للاستفادة منها. الهيئة من الناحية الادارية تشتكي مثل غيرها من الأجهزة من نقص القوى العاملة، ومن ضعف الحوافز وكذلك عدم توفر مقار حكومية لبعض فروع الهيئة. هناك ملاحظة مشتركة وينظر اليها كمعوق وهي نقص القوى العاملة، وهي ملاحظة تعيدنا إلى نقاش قديم جديد حول مخرجات التعليم ومدى ارتباطها بالاحتياجات الفعلية. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدخل مرحلة جديدة تتطلب تطويراً إدارياً يعيد تنظيمها ويحدث أنظمتها ولوائحها ويضع برنامجاً عملياً وعلمياً لاختيار من يعمل فيها سواء داخل الهيئة أو في الميدان. الهيئة بالتوجه الذي أعلن عنه الرئيس الجديد ستكون صديقة للجميع، تعمل من أجل التوجيه والأمر بالمعروف بالأساليب المحببة إلى النفوس، والنهي عن المنكر بطرق فعالة ومتدرجة. إن تطبيق مبدأ حسن الظن يعني تطوير الأداء الميداني لرجال الهيئة وفق صلاحيات جديدة، ووضوح للدور، والمهام، بحيث يتحول الأداء إلى أداء مقنن لا يخضع للاجتهادات الفردية. إن مبدأ حسن الظن مبدأ ايجابي وهو تطبيق لمبدأ اسلامي يتفق مع أهداف الهيئة ورسالتها. وفي التعامل مع الإعلام فإن الهيئة كما هو المتوقع سوف تقيم علاقتها الإعلامية، وخطابها الإعلامي. ومن الملاحظ أن الخطاب الإعلامي للهيئة كان يتسم بالحذر والتحفظ وبالأساليب التي تضع الهيئة في موقع المدافع، أو التقيد برد الفعل وتلك سياسة أوجدت اشكالية في التفاعل والاندماج بين الهيئة وبين أفراد المجتمع في ظل انفتاح اعلامي جعل الأجهزة العامة تحت الضوء، وأتاح الفرصة لوسائل الإعلام لمساندة تلك الأجهزة في القيام بمسؤولياتها ومتابعة أعمالها دون خوف من النقد. إن المؤمل والمتوقع هو أن تتجه الهيئة الى التطوير الشامل، ويأتي في اطار هذا التطوير رفع كفاءة أداء العاملين في الميدان ووضع معايير واضحة للأداء يمكن من خلالها تقييم الأداء. التطوير يمكن تعزيزه بالمشاركة، مشاركة المجتمع، من خلال المستشارين، ومن خلال الصحافة، ووسائل الإعلام الأخرى ومن خلال برامج التدريب والندوات، والحوار المفتوح مع فئات المجتمع المختلفة. الهيئة بدأت فعلاً عملية التقييم من أجل التطوير، وها هي تعقد لقاء يشارك فيه مديرو الفروع برئاسة الرئىس العام للهيئة. في هذا اللقاء المنعقد في قصر طويق يتم تقديم أوراق عمل تتطرق إلى عدة موضوعات منها تقييم العمل الميداني، ثم يتبع اللقاء في يومه الثاني دورة تدريبية لمديري الفروع عن التخطيط وأثره في تطوير العمل الميداني. هذا اللقاء وغيره من اللقاءات والبرامج التدريبية تحقق تطوير الأداء، والتواصل مع أفراد المجتمع لتفعيل العلاقة الإيجابية التكاملية لأن الكل في النهاية يعملون من أجل مجتمع خالٍ من المنكرات. إن الهدف هو التطوير،، والتطوير يمر عبر محطة التقييم وهي محطة مهمة لابد فيها من المصارحة والموضوعية لكي تتحقق الفائدة.