تعيش الهنوف التي تبلغ من العمر 15 عاما وشقيقها زياد الذي يصغرها بسبعة أعوام أسيرين للإعاقة، التي حرمتهما من الاستمتاع بطفولتهما، وجعلهما طريحي الفراش نتيجة إصابتهما بضمور في عضلات الجسم، ولم يجد الصغيران سوى البكاء وهما يشاهدان زملاءهما يركضون في فناء المدرسة، بينما هما عاجزان عن الانتقال من موقعيهما، إلا بمساعدة الآخرين. المواطن أمير هاشم محمد الشريف سرد ل «عكاظ» معاناته مع إعاقة ابنيه بقلب صابر ومحتسب ومؤمن بقضاء الله وقدره، إلا أنه لم يفقد الأمل في الحصول على علاج لهما، ليعيشا أصحاء كالآخرين، خصوصا أن المعاناة تتفاقم بتقدمهما في السن. وذكر الشريف أنهم يجدون مشقة خلال إطعام الهنوف وزياد، إضافة إلى نقلهما إلى دورات المياه، ملمحا إلى أنه تقدم إلى الجهات المختصة بطلب توفير سيارة لهما منذ خمس سنوات، إلا أن المسؤولين ردوا عليه بأن راتبه يزيد على ثمانية آلاف ولا يحق له الحصول على سيارة، مشيرا إلى أن راتبه ينفد سريعا في ظل ارتفاع المعيشة وتوفير الأغذية والأدوية لصغيريه. وبين أنه وفر لهما خادمة لتعينهما على الحركة اليومية فقط، مشيرا إلى أنه وجد العلاج للهنوف وزياد في أحد المستشفيات المتخصصة في محافظة جدة، إلا أن علاجهما يكلف تسعة آلاف شهريا للفرد الواحد. وأفاد أن العلاج يتوافر أيضا في بعض الدول المجاورة ولكن الناحية المادية تقف عائقا بينه وبين توفير العلاج للهنوف وزياد، ملمحا إلى أنهما يجدان صعوبة في التنقل، ما يدفع العاملة المنزلية على حمل الهنوف بعربة مخصصة لنقل الأطفال حديثي الولادة، أما زياد فخصص له موظفا يدخله المدرسة بواسطة عربة صغيرة ثم حمله فوق ظهره لوضعه في الفصل. بينما أوضحت الهنوف ل «عكاظ» وهي تغالب دموعها أن والدها طرق أبوابا كثيرة في سبيل توفير العلاج اللازم لها ولأخيها الصغير، مؤكدة أنها متفوقة في دراستها على الرغم من إعاقتها، متمنية أن تواصل دراستها لتصبح طبيبة أطفال.