لم تدرك المواطنة ريم عبدالواحد، أن زوجها الذي علقت عليه آمالا عريضة لإسعادها أن يتركها تواجه مصيرها مع ثلاثة من الأبناء المعاقين بمفردها، فضلا عن افتقادها للسكن والمواصلات الخاصة لنقل أولادها المعاقين، مما ادخلها في ظروف نفسية واقتصادية، لا يعلم آثارها إلا من يعانيها. تقول المطلقة ريم عبدالواحد في حديثها عن المأساة التي لحقت بها ل «عكاظ»: تكالبت علي الظروف القاسية فأنا أم لثلاثة أولاد معاقين حركيا بسبب مرض مفاجئ يعرف باسم «ضمور العضلات الحاد» الذي يأتي لهم بعد سن السابعة ليتطور تدريجيا الى إعاقة حركية دائمة في السن العاشرة، حيث يصيب أطراف القدمين واليدين في البداية، ثم يتحول الى شلل تام، مما تسبب في ترك أبنائي للدراسة والذي أوقف تعليمهم عند سن التاسعة، وتابعت: أعول ثلاثة أبناء معاقين أكبرهم علاء وعمره 17 سنة وهو مشلول لا يستطيع الحركة طريح الفراش والثاني سعود وهو مشلول ومقعد والثالث عبدالواحد وهو يمر بنفس مراحل المرض لا يستطيع الحركة والوقوف والمشي الا بمساعدة، وإذا وصل عشر سنوات لا يستطيع الحركة، ويظل مقعدا ومشلولا، مشيرة إلى أن علاجهم يتوفر في العلاج الطبيعي شبه اليومي ولكنه لا يتوفر إلا في دول خارجية. وقالت ريم إنها طلقت بالخلع وبأمر القاضي، بعد أن تركني زوجي دون أي اهتمام أو مصروف لسنوات طويلة، مما دفعها الى التوجه للمحكمة للمطالبة بالخلع وبعد الطلاق عاشت مرحلة أخرى من المأساة، حيث الأب رفض إعطاءها أي مصروف لأولاده الثلاثة، كما أنه لا يوجد لديهم سكن، حيث تسكن مع أمها في شقة صغيرة بسبب أن أصحاب الشقق يرفضون التأجير لهم لعدم توفر الرجل الذي يوقع على العقد، وتضيف: «من يوافق منهم على تأجيرنا يرفع علينا الأسعار بشكل مبالغ به ويطالب منا مبلغ 35 ألف ريال للسنة وهذا مبلغ لا نملكه». وتشير ريم إلى أن مسلسل المأساة يتواصل بسبب عدم توفر مواصلات، حيث لا تملك سيارة لنقل أبنائها، وزادت: «تشتد معاناتي أثناء نقل أبنائي للمستشفى وللمدرسة حتى إنهم لم يكملوا الدراسة لصعوبة نقلهم، وعدم توفر كرسي معاقين لدينا لتسهيل حركتهم». وقالت ريم إن سائقي الباصات والسيارات رفضوا نقلهم للمستشفى فجميع أصحاب سيارات الأجرة يتهربون منهم حين يعلمون أن أبناءها مشلولون أو يقومون باستغلالي ماديا بالأجر العالي، وأضافت «أحيانا أقف بالساعات في الشارع مع أبنائي بسبب ظروفهم وظروفي الصعبة، حيث لا أستطيع شراء سيارة لنقل أبنائي»، وتابعت تقول «راتب الضمان الذي أتسلمه لا يكفي لسد معاناتي وأولادي».