ما إن ظهرت شائعة «إغلاق مستشفى عفيف العام لانتشار الكرونا فيه بعد استقباله لأكثر من خمسين حالة» في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا وسارعت وزارة الصحة مشكورة بنفيها، وأن مستشفى عفيف لم يسجل سوى 5 حالات، شفي منها أربع حالات فيما لا تزال حالة واحدة تحت الملاحظة. وختم بيانها «بأن الوزارات تتمنى على المواطنين ألا يصدقوا الشائعات وألا ينشروها، ويستقوا المعلومة منها فقط»، وكالعادة استمر الجميع في نشر القصص دون التأكد منها؛ «لإثبات أهميتهم وأنهم يملكون معلومات بعكس الهامشيين الآخرين»، أو «حرصهم على باقي أفراد المجتمع» أو طيبتهم المصحوبة «بغياب المعلومات عنهم» أو جهلهم بالإجراءات المتخذة لمواجهة هذا المرض. ولأن الأمر كذلك، ولا يمكن لأي دولة في العالم منع الشائعات، فإن الحل المناسب لمثل هذه القضية أن تنشر الوزارة «استراتيجيتها» أو خطتها المعدة للتعامل مع هذا الفايروس أو أي وباء يهدد المجتمع مستقبلا، وكيف ستدير الأزمة، وعدد المراكز الطبية في كل مدينة المعدة لاستقبال المواطنين للجوء لها في حال شعروا بأعراض المرض ليتم علاجهم، وليحموا أسرهم، وتحمي الوزارة المدينة من انتشار المرض؟ ونشر «خطط الوزارة لإدارة مثل هذه الأزمات» وكافة المعلومات التي يحتاجها المواطن لا يعد معلومات سرية، فكل دول العالم الأول تنشر خططها في إدارة الأزمات، وتتبادل الخبرات فيما بينها، بل يمكن لمواطن عربي في قرية صغيرة، معرفة ما هي خطة وزارة الصحة بدولة العالم الأول لإدارة أزمة انتشار وباء في حي وليس مدينة عن طريق «الإنترنت». كذلك نشر «خطة الوزارة» وكافة المعلومات التي يحتاجها المواطن والمراكز التي تستقبل مثل هذه الحالات في كل مدينة سيطمئنه كثيرا، ولن يعيش حالة رعب مع كل شائعة تظهر، وربما لن يشارك في نشرها. بقي أن أقول: إن نشر الوزارة معلومات عن الفايروس أعراضه وكيفية انتقاله وطرق الوقاية منه للمواطنين أمر مهم جدا، ولكن الوزارة لم تخبر المواطن ماذا يفعل وإلى أين يتجه وما هي خطتها لو اكتشف أنه مصاب، وهذا هو الأهم.