لا تتوقف جماعة الإخوان، عن محاولات عرقلة خارطة مستقبل مصر، ومع كل استحقاق في هذه الخارطة تنشط مليشيات الجماعة لتعطيل الاستحقاق، ظهر هذا الأمر مع الدستور الجديد، وتجدد مع الاستعداد لانتخابات الرئاسة، وبعيد عن العمليات الإرهابية وتظاهرات العنف في الشارع المصري والجامعات، تظل تحركات الجماعة السياسية لا سيما خارج مصر مرهونة بتعاطي الآخرين معها. مؤخرا زارت ممثلة السياسة والأمن بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون القاهرة، وناقشت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي على الانتخابات وتم توقيع اتفاق في هذا الإطار، ما يعني الموافقة على خارطة المستقبل، لا سيما أن آشتون تجاهلت مقابلة ممثلي ما يسمى«تحالف دعم الشرعية»، وبعد مغادرة آشتون، نشطت جماعة الإخوان وهاجمتها، بل أن من منظمات إخوانية في أوروبا تقدمت بخطابات إلى آشتون، طالبتها فيه بإصدار إدانة واضحة بشأن ما زعمت أنه انتهاك لحقوق الإنسان في مصر، وهو ما استبعده الخبير السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن تستجيب له كاثرين، قائلا ل«عكاظ» لو كان لدى ممثلة السياسة العليا والأمنية بالاتحاد الأوروبي رغبة أو مصلحة فى مقابلة الإخوان، لتم ذلك عندما كانت في القاهرة، مؤكدا أنه لا يمكن للإخوان أن يغيروا من سياسة الاتحاد الأوروبي بدعم مصر، لا سيما عقب قرار الموافقة على مراقبة الانتخابات، وصدور قرار مصري باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وتنامي هذا التوجه في عدد من الدول العربية والأوروبية. وقال الباحث الإسلامي هشام النجار: إن الجماعة لم تعد تحظى بنفس درجة التعاطف الدولي، وتم تجاوز فرضية عودتهم للحكم، وهذا التحليل مبني في الأساس على موقف الاتحاد الأوروبي المبدئي من الأحداث وحرصه على التعاطي مع الشأن المصرى ببراجماتية، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يميل إلى تغليب مصالحه، ولا مكان للعواطف التي تعتمد عليها الجماعة في تحركاتها الدولية. بينما أشار القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي، إلى أن تحركات الإخوان الدولية، مبنية على أوهام وضجيج بلا طحن، مؤكدا أن أوروبا والولايات المتحدة يتعاملون مع مثل هذه القضايا بمنطق الأمر الواقع، الذي يؤكد أن مرسي والإخوان أسقطهم الشعب المصري. ويستعد الآن لانتخابات رئيسه الجديد في مايو، وهذا ما نعتقد أن الاتحاد الأوروبي وباقي الدول تفكر فيه بعدما طويت صفحة الإخوان. بدوره، رأى الخبير السياسي سامح راشد أن«الإخوان» لن يستطيعوا تغيير سياسات دول أوروبا تجاه مصر. وأشار إلى أن السياسة الأوروبية تعتمد على الاعتراف بالواقع فى مصر، وتغيير هذه السياسة أمر صعب، وأوضح أن وسائل الضغط في أوروبا تعتمد على الأحزاب ووسائل الإعلام والصحف والمواقع. أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناه السويس الدكتور جمال زهران، فتوقع فشل محاولات الإخوان للضغط على الاتحاد الأوروبي لتغيير سياساته تجاه مصر، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تتحرك بدعم استخباراتي من عدد من الدول للإضرار بمصر. وأضاف أن جماعات الضغط التي تسعى الجماعة لتشكيلها في أوروبا لن تنجح، محذرا من وجود مخطط إخواني بدعم عدد من الدول لإفشال خارطة الطريق، لافتا إلى أنه كلما اقتربت مصر من الانتهاء من خطوات خارطة الطريق كلما زادت محاولات الإخوان لإفشالها. الخبير السياسي ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية بشير عبدالفتاح، أكد أن محاولات الإخوان لتشكيل جماعة ضغط في أوروبا لتغيير الموقف الداعم لمصر ولخارطة الطريق. وأضاف أن على الطرف الآخر المتمثل في الحكومة المصرية أن يوضح للغرب أن الإخوان هم من أقصوا أنفسهم برفضهم للديمقراطية واستخدامهم للعنف والإرهاب.