أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أنها لم تصف يوما ما حدث في مصر ب«الانقلاب»، وأنها متفهمة لإرادة الشعب المصري، وجددت التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار مصر سياسيا واقتصاديا. ونقل رئيس حزب المصريين الأحرار، أمين عام جبهة الإنقاذ أحمد سعيد، عن آشتون قولها «إن ما حدث في مصر ثورة شعبية، مشددة أنهم ليسوا حلفاء للإخوان، وإنها ضد أي نوع من أنواع العفو عن قيادات الإخوان، وخاصة الذين ارتكبوا عنفا أو حرضوا عليه». وأضاف في تصريح عقب اللقاء، أنه تحدث معها بخصوص مساعدات الاتحاد لمصر والاقتصاد، وأكدت أن مساعدات الاتحاد مستمرة، وأن المبادرة هي للمصريين فقط، مشيرا إلى أن اللقاء لم يتطرق إلى أي حوار له علاقة بالإخوان، وأنه اقتصر على الدستور والحالة السياسية، وأفاد أن آشتون لم تطلب لقاء محمد مرسى. وقد ضم وفد جماعة الإخوان الذي التقى آشتون، عمرو دراج ومحمد علي بشر ومحمد عبد اللطيف وهدى عبد المنعم، الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن. وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال لقائه آشتون، رفض الأزهر أي تدخل أجنبي لتحجيم إرادة الشعوب، وأن أي حل للأزمة المصرية يجب أن ينبع من داخل الإرادة الوطنية للشعب، باعتباره قادرا بحيويته على تجاوز الأزمة والوصول إلى حلول نهائية، لافتا إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي وأمريكا من الشعب المصري يحتاج إلى تصحيح والوقوف مع الحقائق لا مع العواطف التي تنقلها بعض الفضائيات التي اعتمدت على الكثير من الأكاذيب. فيما قال المتحدث باسم لجنة الخمسين لتعديل الدستور محمد سلماوي، إن كاترين آشتون، أعربت لعمرو موسى عن ارتياحها من الخطوات التي تأخذها مصر لإعادة البناء من خلال خارطة الطريق، ولما تقوم به اللجنة من كتابة الدستور. وقد بحث وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أمس مع كاترين أشتون التي تزور القاهرة، عددا من القضايا الإقليمية المهمة وفي مقدمتها الأزمة السورية وتطورات الأوضاع على الساحة المصرية. فيما اعتبرت مصادر دبلوماسية أن الحديث عن خريطة الطريق والوضع الداخلي المصري لم يعد يشغلنا كثيرا لأنها تمضي بخطوات مدروسة. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي في تصريح له أمس أن المباحثات تركزت على العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي والتعاون بين مصر ومؤسسات التمويل الأوروبية في الفترة القادمة مع بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية. وبين عبد العاطي أن فهمي بحث مع أشتون أيضا مبادرة حوض النيل وتطورات مشروع سد النهضة وأهمية التوصل إلى تسوية تحقق المكاسب للجميع دون الإضرار بمصالح مصر المائية التاريخية. وأضاف أن الوزير فهمي شدد على الحاجة إلى سرعة التحضير لمؤتمر (جنيف 2) دون التركيز فقط على الجانب الخاص بالأسلحة الكيماوية. وكانت أشتون قد استهلت لقاءتها في مصر أمس بالسيد عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور لبحث تطورات الموقف فى مصر وأعمال لجنة الخمسين وقال موسى عقب اللقاء أن هناك تطوراً فى الموقف الأوروبي تجاه الوضع فى مصر موضحاً أن آشتون أبدت رغبة الاتحاد فى مساعدة مصر وتفهم احتياجها وتواصل رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي لقاءتها بالمسؤولين المصرين على رأسهم رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور اليوم، والفريق عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وأطراف العملية السياسية وقادة بعض الأحزاب في مصر ومن بينها حزب الحرية والعدالة. وفيما تعتبر زيارة أشتون للقاهرة رقم 14 منذ توليها منصبها والثالثة منذ عزل الرئيس المخلوع محمد مرسى، فإن زيارتها الحالية صادفت رفضا واسعا من أطياف الشارع السياسي، معتبرين أنها تدخل في الشأن الداخلي المصري. وقال الخبير الأمني اللواء رضا يعقوب ل«عكاظ»: على الرغم من أن الإدارة بمصر تتجه نحو التصالح مع الجماعة، وتستقطب الشباب إلى هذا الاتجاه، إلا أنه مع اقتراب موعد قدوم السفيرة آشتون تصاعدت العمليات الإرهابية للإخوان، لإثبات تواجد الجماعة على الساحة المصرية. ولفت الخبير الأمني إلى أن زيارة أشتون تتواكب مع احتفالات مصر بنصر 6 اكتوبر وهو التوقيت التي تتوعد فيه جماعة الإخوان والمتحالفون معها بتحويل نصر أكتوبر إلى هزيمة للجيش المصري، وأكدت الدكتورة عصمت الميرغني رئيس الحزب الاجتماعي الحر رفضها لزيارة أشتون وقالت إن حزبها أصدر بيانا رسميا يعبر فيه عن موقفه الرافض لهذه الزيارة باعتبار أن برنامج الزيارة يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لمصر واعتداء صارخا على السيادة المصرية. وحذر الدكتور عبد الله المغازي، عضو البرلمان الأسبق، المسؤولين من زيارة «أشتون» للقاهرة، ووصفها بأنها محاولة أخيرة لإعطاء جماعة الإخوان قبلة الحياة، وعدم وضعها على قائمة الإرهاب. ويري المهندس حمدي الفخراني، عضو البرلمان الأسبق، أن زيارة آشتون هي استكمال لاتفاقيات الإخوان مع القوى العالمية واستقوائهم بالخارج، مشيرا إلى أن مظاهرات الجماعة هي ورقة ضغط على الحكومة المصرية لتسهيل مهمة آشتون. من جانبه، أكد عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، رفضه أن تلعب كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، دوراً سياسياً داخل البلاد، محاولة منها الادعاء بأنها تلعب دورا فى جمع الفرقاء السياسيين، مشدداً على أن ما يحدث فى مصر هو شأن داخلي خاص. وقال حامد جبر القيادي بحزب الكرامة، إن تكرار زيارات كاثرين آشتون، إلى مصر أصبح لا معنى له على الإطلاق وشدد جبر على السلطات المصرية بضرورة أن تعلن رفضها للقاء المرتقب بين آشتون وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلى أنها جماعة إرهابية صدر حكم بحظرها.