أعلنت قيادة الجيش الجزائري امس، توقيف تسعة «مهربين» على الأقل، يعتقد أنهم على صلة هيكلية بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الذي حرض الجزائريين قبل أيام على مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وكشفت قيادة الجيش عن عمليات موسعة في قطاع مفتوح على الحدود مع دولة مالي. وأفاد بيان للجيش بأن الوحدات الخاصة المرابطة على الحدود مع مالي، في مدينة «برج باجي مختار» الجزائرية (نحو 2000 كلم جنوب العاصمة)، اعتقلت سبعة جزائريين وأجنبيين، مشيرة إلى ضبط مواد غذائية، لكن مصدراً عسكرياً قال ل» الحياة» إن العملية أدت إلى إحباط «تهريب كمية كبيرة جداً من الأسلحة في مواقع متفرقة، بعضها في عين قزام في ولاية تمنراست، وضبط عشرات القطع من الأسلحة الفردية». وأفادت مصادر أخرى، بأن الجيش ضبط نحو عشرين قطعة سلاح من طراز «كلاشنيكوف»، وقذائف «إر بي جي» و صواريخ كانت مخبأة في موقع صحراوي كشف عنه المهربون الذين وقعوا في قبضة الجيش. ولفت مصدر عسكري أن «الأسلحة ليبية المصدر وتعود إلى النظام الليبي سابقاً». وتأتي العملية العسكرية في القطاع الصحراوي المتاخم لحدود مالي حيث يمتد طول الحدود على 1400 كلم، غداة تحريض «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الجزائريين على مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان (أبريل) المقبل، وهو موقف غير جديد لهذا التنظيم، إذ بثت «القاعدة» عبر ذراعها الإعلامية: «مؤسسة الأندلس»، تسجيلاً مصوراً عنونته «الجزائر والنفق المظلم» وقدمت فيه قراءة لفترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وسلطت الضوء على الوزير السابق للطاقة شكيب خليل وممارسات «الفساد» في السنوات الأخير. لكن مراقبين يؤكدون عدم تأثير هذا التنظيم في خيارات الجزائريين وهو الذي تعود على إصدار بيانات مماثلة على أبواب استحقاقات انتخابية. من جهة أخرى، واصل المرشحون الستة للرئاسة حملتهم الانتخابية بتنظيم تجمعين شعبيين يومياً على الأقل، وغاب الرئيس المترشح، للأسبوع الثاني على التوالي، عن قيادة حملته الانتخابية بنفسه. ودخلت ملفات جديدة سباق الرئاسيات، واختار المرشح علي بن فليس مغازلة قواعد «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة، في حين فضل حلفاء بوتفليقة عناوين «الحصيلة والاستقرار» في خطابهم السياسي. واختار المرشح علي فوزي رباعين خطاب محاربة الفساد، وظلت المرشحة لويزة حنون وفية لخطابها الرافض ل «التدخل الأجنبي»، وجعلت من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للجزائر بعد غد محور تجمعاتها. أما أصغر المرشحين بلعيد عبد العزيز، فشدد على طرح وعود بانتقال السلطة من الشرعية الثورية إلى «شرعية الكفاءة»، وتعهد المرشح موسى تواتي بإعادة السلطة للشعب عبر نظام برلماني. وعاد رئيس الحكومة السابق مولود حمروش، إلى الظهور إعلامياً، ودعا أمس، ثلاث شخصيات في الحكم إلى تقديم مشروع من أجل «خلاص الجزائر من حال الانسداد» في الأفق. وقال حمروش في مؤتمر صحافي إن «فرص الخلاص في أيدي ثلاثة: الرئيس بوتفليقة، والفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش، والفريق محمد مدين رئيس دائرة الاستعلام والأمن (الاستخبارات)»، موضحاً أن «أي مشروع سياسي لا يتم بالتوافق بين هؤلاء الثلاثة مآله الفشل».