يطلق الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام مساء الاثنين المقبل، المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي محمد الشهري في صالة اتيليه جدة للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة والإعلام. محمد الشهري، أحد أبرز فناني الجيل الثالث في الحركة التشكيلية السعودية، وله العديد من المشاركات الجماعية داخل وخارج المملكة أبرزها مشاركته في صالون الشباب ال14 وال15 بالقاهرة 2002م و2003م، ومعرض إبداعات سعودية معاصرة الذي نظمه اتيليه جدة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية 2010م، والمعرض الثقافي السعودي في كل من روسيا والأرجنتين وقطر وعمان وكازاختان وتونس، وكذلك معرض الفن السعودي المعاصر بالكويت عام 2012م. ونال من خلال هذه المشاركات العديد من الجوائز والمقتنيات منها جائزة اقتناء في مسابقات السفير الثانية والثالثة والرابعة، والمركز الثالث في مسابقة أبها الثقافية وجائزة لجنة التحكيم في مسابقة سوق اللوحات الصغيرة عام 2013م، والجائزة الأولى في مسابقة الخيل العربي (بنات الريح) 2012م، والمركز الأول في مسابقة الزخرفة الإسلامية على مستوى كليات المعلمين بالمملكة عام 2003م، وأعمال أخرى مقتناه في العديد من الجهات والوزارات ومتحف عبدالرؤوف خليل، والشهري يحمل درجة الماجستير في التربية الفنية. وعن أعماله، يرى الناقد والفنان أحمد منشي، أن التجربة التي يقدمها محمد الشهري ليست بالتقليدية، بل هي بحث وسط التركمات، وإفراز طبيعي لقدرته على الاستيعاب والهضم لخبرات جمالية ومعرفية ومهارية، فتجربته قد ابتعدت عن المحاكاة والرؤية الساذجة للأشياء، وقد قاده إلى ذلك مقدرته الاختزالية ومحاولته الجادة في الوصول إلى درجة أعلى من العمق اللوني والجودة التقنية الممزوجة بالعفوية والتلقائية، وإن كانت تقع تحت السيطرة الذهنية الظاهرة في جميع أعماله. وترى الناقده اللبنانية ضحى عبدالرؤوف، أن اللون الأبيض يطوف في أعمال الشهري بنورانية حسية تلتقطها الطبيعة الروحية للإنسان فيتأثر بها وجدانيا مما يعكس جمال المتعة الذوقية للمتلقي بشكل عام والوعي الإسلامي بشكل خاص، وتأثر ببيئة سعودية إسلامية تدفع الفنان للاستجابة إيمانيا لحواسه وفقا لألوانه المحملة بعبق نوراني وبعروس كونية هي الكعبة المشرفة وما يطوف حولها بألوان ارتبطت بلون معاكس للأبيض والأسود. وتضيف: يقدم الشهري لغة بصرية تحاكي الخط واللون والشكل والحجم وسماكة المعاجين مع شفافية اللون وتناقضه أحيانا، وكأنه ينقش في الذاكرة بعد الأمكنة الدينية وأهميتها الجمالية من خلال فن واقعي رمزي تجريدي له إيقاعات خاصة. بدوره، يقول الكاتب والشاعر عبدالهادي صالح، لعل محاكاة الشهري للطبيعة ما هو إلا مساعدة على فهمها كما يقول أرسطو والنظر فيها من نافذة الجمال لا كما هي في تلقائية الواقع. فالمكونات البيئية التي تحيط بالفنان لا تنتقل للوحة إلا من خلال لغة بصرية متقنة ترفع من حساسيته في التعامل مع الفرشاة والبناء الشكلي للعمل، حتى لا تقع فسحة للفراغ أو ركنا قصيا إلا وعبرت عنه أنامل الفنان واستقامت التعابير الجمالية للوحات. ثم يترك للمتلقي الحرية في فهم الفكرة الرئيسية وانعكاسها على الذائقة التي هي بالضرورة تختلف من شخص إلى آخر.