إن ذروة إنتاج النفط أو قمة إنتاج النفط في العالم (Peak oil) معرفة بأنها أقصى معدل لإنتاج النفط في العالم أو حين يبلغ الإنتاج المعدل العالمي للنفط حدا أقصى ويبدأ بعدها في الانخفاض. ويسمى أيضا «قمة هوبرت».. وتعود نظرية قمة إنتاج النفط العالمية إلى أعمال عالم الجيولوجيا «ماريون كينج هوبرت» في الخمسينات من القرن الماضي، فهو الذي حدد تلك القمة الإنتاجية العالمية عام 1995م، بحسب تقديرات مصادر الطاقة الأولية ومعدل استغلالها ومع مرور السنين اختلفت وجهات نظر الخبراء وهم يناقشون نتائج هذه التقديرات. فقد استنبط بعض هؤلاء الإخصائيين أن قمة النفط ستكون بين عامي 2010 2020 بسبب انخفاض إمكانيات الإنتاج وحدوث أزمة لإنتاج البترول على المستوى العالمي وارتفاع كبير في الأسعار. الدول الكبرى لديها مساعيها للوقوف على تحديد ذروة نفط ثابتة ومعروفة في السنوات المقبلة لتجاوز الأزمات المفاجئة ومواجهة الانخفاض في إنتاج النفط تدريجيا وعمل جميع الخطط البديلة للنفط بتخطيط سليم، ويتم ذلك بعدة طرق فمثلا تحديد إنتاج ثابت للنفط بمنظمات كمنظمة أوبك، وتحديد جميع الحقول النفطية واحتياطياتها، بالإضافة إلى تحديد احتياجات العالم من النفط وغيره. إن التحديد الفعلي لقمة إنتاج النفط هو أمر في غاية الصعوبة فالدول وبما فيها دول (أوبك) تعتبر احتياطي النفط هو سر من أسرارها الوطنية، كما أن التوترات التي تصيب بعض المناطق في مختلف دول العالم، صعبت التكهن بقدرة الخبراء على معرفة كمية النفط المستهلكة يوميا للفترات القادمة في ظل عدم معرفة استمرارية الحروب والاضطرابات في بعض الدول من عدمه.. وقد تتغير هذه النظريات في المستقبل لعدة عوامل فإنتاج بعض الدول للبدائل الأخرى للنفط السائل كالنفط الصخري أو الرملي أو الزيتي رغم تكاليف إنتاجه المرتفعة نوعيا إلا أنها سوف تدفع بتغيير آلية الاستهلاك مستقبلا، ومن ثم كمية الاستهلاك من النفط السهل المنتج حاليا، ومن ناحية أخرى فإن ذوبان القطب الشمالي وسيبيريا قد يساعد على زيادة الاحتياطي العالمي نظرا للاعتقاد بتواجد بعض الحقول في تلك المنطقة وبالتالي تأخر ذروة النفط مرة أخرى.. وقد نشرت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها عام 2010 بأن طرق الإنتاج السهل المعتادة للنفط قد وصلت أوجها عام 2007م بإنتاج 70 مليون برميل يوميا، وفي عام 2011م اختلفت الأرقام عندما وصل إنتاج النفط من جميع أنواع النفط إلى 89 مليون برميل يوميا. ومن وجهة نظري تؤكد المعلومات أعلاه، أن تقديرات وقت قمة النفط حاليا غير مؤكدة، ولا يمكن التنبؤ فعليا بالوقت المثالي لها ويبقى الاختلاف في التوقعات بشكل دائم إلى يومنا هذا ويبقى النفط هو سيد الموقف اقتصاديا وسياسيا لأجيال مقبلة.