على مدى عقود حاول المسؤولون تطوير المنتخب دون فائدة تذكر. أغدقوا عليه مالا ولم يجدِ، أحضروا له أفضل مدربي العالم بأعلى الرواتب والحوافز ولم يتغير شيء، هيأوا له أفضل المعسكرات العالمية وأطولها لجميع منتخبات العالم وأرقى المساكن والملاعب دون فائدة تذكر. أجريت المباريات الودية مع العديد من الفرق والمنتخبات العالمية وبعدد يفوق كثيرا ما تقوم به جميع أو معظم منتخبات العالم ولم يفلح ذلك. ونسي المسؤولون أو تناسوا أن تطوير المنتخب يأتي من الأندية والدوري المحلي بل ومن المدارس والأحياء أيضا. وإذا نظرنا إلى الدوري السعودي خلال الفترة الماضية وحتى الآن لوجدناه مليئا بالسلبيات الإدارية والفنية والمالية والقانونية، فمازالت الأندية تدار بطرق غير احترافية ومقيدة بأنظمة وقوانين عفى عليها الزمن، كما أن ملاعب بعض أندية الممتاز لدينا أقل من ملاعب أندية الدرجة الثالثة للأندية العالمية ولكثير من أندية آسيا. أما ملاعب أندية الدرجة الأولى والثانية لدينا فبعضها أقل من أندية الحواري العالمية وربما يتساوى بعضها مع أندية الحواري السعودية بدون مبالغة. وقد شاهد الجميع تقارير تلفزيونية لبعض أندية الأولى والثانية. أما القرارات ففيها من التباين لأندية دون أخرى مما يسبب الاحتقان لمنسوبي كثير من الأندية، كما أن الدعم المالي للأندية ضعيف أما أندية الأولى والثانية فتكاد تكون في عالم النسيان. وقد تسبب جميع ما سبق في وقف تطور مستوى المنتخب ويشارك في تلك المسؤولية التعليم (المدارس). ولو صرف نصف ما أنفق على المنتخبات السعودية لميزانية الرحلات والمعسكرات والمدربين والعلاج والمباريات وتذاكر السفر والفنادق والمواصلات وصالات اللياقة والمسابح وغير ذلك، لو صرف نصف ذلك على الأندية السعودية ومنها أندية الدرجتين الأولى والثانية لحصلنا على منتخب أفضل وترتيب عالمي أفضل. ولو كان هناك تنسيق وتخطيط مشترك بين رعاية الشباب والتعليم لتطوير الرياضة المدرسية وكذلك رياضة الأحياء لأسهم ذلك في تكوين منتخب أفضل. فمتى نبدأ؟.