غاب الإعلامي المتميز أحمد المهندس هذا الأسبوع من المشهد الإعلامي والثقافي والرياضي، فالراحل اسم طرز ساحات الإعلام الفني منذ أن بدأنا معا العمل الإعلامي عند نشأة جمعية الثقافة والفنون في العام 1394ه (1974م)، عندما بدأت في مسمى«جمعية الفنون» تحت إدارة رجال عظام في دنيا الثقافة والفنون في بلادنا، كان في مقدمتهم الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي اختير كأول رئيس لها، وسراج عمر وإبراهيم خفاجي ومحمد الشعلان وناصر بن جريد وغيرهم الكثير، في تلك المرحلة نشأت أقلام إعلامية كبيرة تشرفت بمزاملتها كان منهم أحمد المهندس رحمه الله، ومبارك العوض وعابد هاشم وهاني فيروزي الذي كان قد بدأ قبلنا، إذ لحق بركب الرواد أمثال ناصر بن جريد ومحمد رجب وحمدان صدقة وغيرهم الكثير. أحمد المهندس، من الأسماء التي أوجدت في الساحة مساحات كبيرة للركض في عوالم النقد الفني والتوثيق، وكم سعدت بطريق جمعنا معا بشكل فيه الكثير من العمل والانتاج الذي أضاف لبنة أكثر من رائعة ومحددة الملامح في النقد الفني والموسيقي على نحو الخصوص، كما كان الحال بالنسبة للتوثيق أيضا للعطاء الفني بشكل عام عندما أصدر الكثير من الكتب ذات العلاقة بالتسجيل والتوثيق لحياتنا الفنية. وذكرياتنا كبيرة معه في الرحلات الفنية والمهرجانات التي حضرناها معا من أجل إبراز صورة العطاء الخارجي لفنوننا وفنانينا كما هو الحال في معارض المملكة بين الأمس واليوم وفي الأسابيع الثقافية السعودية في الخارج منذ الثمانينيات. رحم الله الزميل أحمد المهندس الذي سيترك بلا شك مساحة شاغرة لمن هم بعده في مجالات الإعلام الثقافي والفني الرياضي، والأخير مجال لم يشر إليه الزملاء الإعلاميون طوال أيام غيبه هذا الأسبوع. وعندما أدخل المهندس غرفة العناية المركزة في مستشفى الجامعة بجدة إثر جلطة دماغية تعرض لها مؤخرا، توجست خوفا وقلت في نفسي أخشى أن يصيبه مكروه وهو الذي يواصل علاجه منذ سنوات لم تخل عن عطائه وهو مريض، لقد أجهد نفسه كثيرا في هذا المجال الذي لا راحة ترجى منه وأعني الإعلام. والمهندس زميل برز اسمه طويلا كناقد واسم مشارك في تأسيس الصحافة الفنية الحديثة في المملكة إلى جانب روادها، وكانت أنشطته الفنية والإعلامية وبحوثه وإصداراته وكتبه تقدم من خلال دار«الجيل» التي يرأسها، وكان من أشهر إصداراتها تلك الكتب التي قدمت في نهاية الستينيات وتضمنت نصوص وأغنيات طلال مداح، محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله والسيد حسين أبو بكر المحضار ومحمد سعد عبدالله وغيرهم من الأسماء الفاعلة في الحياة الفنية. انعيه زميلا أكثر روعة قدم الكثير للوطن في مجالات الفن والرياضة والثقافة العامة، انعيه باسمي وباسم زملائي زملاء ساحات الركض الإعلامي في المملكة، ورحم الله الزميل الذي ساهم بوضوح في إبراز صحافتنا الفنية ونشاط فنانينا وصدره إالى العالم المحيط بنا والبعيد. * باحث وإعلامي من جيل الرواد