ربما باستفتاء شخصي -دون الحاجة لآليات أكاديمية معقدة- لمعرفة الإجابة على سؤال يتعلق بالرغبة في العيش داخل الوطن أم خارجه؟، لن تكون النتيجة مفاجئة. بالتأكيد لن يكون رأي الأغلبية هو الرغبة في الهجرة أو العيش في بلد آخر، ولكن، النسبة الراغبة في ذلك –خصوصا من فئة الشباب- ستكون غير مرضية. علينا أن نعترف أن كل مجتمع في العالم يتغير، وأن المجتمع الذي لا يتغير هو مجتمع جامد لا يثق في نفسه، لذا، يرغب في البقاء في الحاضر أطول فترة ممكنة، بل ربما يرغب في العودة إلى الماضي –لأنه يعتقد أن الماضي أفضل من الحاضر والمستقبل-. ولكن هذا لا يجب أن يكون ديدن مجتمعنا، فعشرات الآلاف من العقول الشابة التي تبتعث للشرق والغرب وتعود للمجتمع، تعايش واقعا يرغب في –وربما يحتاج إلى- تغيير بعض الأفكار الاجتماعية، وتغيير الأنظمة والقوانين التي تعيق ذلك التغيير. تلك العقول الشابة القادمة من الخارج ترغب في أنظمة اجتماعية تتعايش مع المجتمع وأفراد المجتمع حسب العقلية المواكبة للعصر. فالتفكير التقليدي، ورغبة بعض مراهقي الثقافة، والباحثين عن جزء من الحقيقة من المشايخ ذوي الرتب المنخفضة، وأتباعهم من مدعي (الوطنية والخصوصية..)، الذين يعتقدون أن طفرة العقل نزلت عليهم وحدهم.. لن يكون لآرائهم –بشكلها الحالي- مكان في النقلة النوعية التي ستحدث لثقافة المجتمع بشكل عام. المطلوب هو أن يتم استثمار تلك العقول القادمة لأرض الوطن من الشرق والغرب، ليس فقط في الوظائف التقليدية، بل أيضا في الوظائف ذات الاحتكاك المباشر بالتربية والتعليم، عبر وزارة التربية والتعليم، فالأمل في صنع مجتمع متصالح مع نفسه يدخل عبر بوابة التعليم، وأفضل من يقود الحركة التعليمية الحالية، هم أبناء وبنات الوطن العائدون من الخارج. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم، أن يتم استقطاب الكفاءات القادمة من بعثات خادم الحرمين الشريفين لمجال التربية والتعليم، لتصنع هي الفارق الذي يريده المجتمع في المرحلة القادمة، وأن يكون لتلك الفئة أفضلية في التعيين على الوظائف المتعلقة بالتربية والتعليم. [email protected]