لم يشفع للحرجة في ضمد، أن يخرج منها العديد من الشعراء البارزين لتنال حظها من الرعاية والاهتمام، كما لم تنل القرية حظها بما يتوافق مع مكانتها الزراعية عطفا على خصوبة أراضيها المنتجة لكثير من المحاصيل مثل الذرة والسمسم والباباي. ولطالما تغنى العديد من الشعراء مثل الشاعرين الراحلين القاسم بن علي بن هتيمل وعلي أحمد النعمي رحمهما الله، بالحرجة لما تضمه من موروث أثري قديم، إلا أنه مع كل هذه المميزات والآثار التي تحملها، باتت القرية تفتقد لبعض الخدمات المهمة التي طالب بها أبناؤها لفترات طويلة حتى سئموا من كثرة المناشدات. ويشرح حازم عبد الله زكري من أبناء الحرجة، حلما عمره أكثر من 24 سنة، ويتمثل في مركز رعاية أولية لمرضى الحرجة، وقال: رغم توفير الأرض للمركز والمحجوزة بصك شرعي للشؤون الصحية، إلا أننا لم نحصل على أي شيء سوى تسوير الأرض والانتظار كل هذا الوقت، فيما معاناة مرضى الحرجة صغارا وكبارا ونساءٍ وأطفالا في مطاردة الدواء عبر المشاوير والخطوط البعيدة ولا ندري أين ذهبت كل المواعيد التي حصلنا عليها من الشؤون الصحية بجازان والتي كان آخرها عام 1414 ه عندما وجه مدير عام الشؤون الصحية الأسبق في جازان، بإعطاء الحرجة الأولوية في المشاريع الصحية للقرية في الخطة الخمسية وحتى هذه اللحظة لم يرَ النور ومعانات المرضى مستمرة. ويضيف عبد الرحمن مفرح سعدنا بمد شبكة مياه التحلية في شوارع الحرجة وتركيب العدادات وتوالت الأيام والشهور ولا زلنا ننتظر قطرة الماء لنروي بها عطشنا بدلا من الوايتات التي قصمت أسعارها ظهورنا وبدلا من الخزان الوحيد الذي نفذه فاعل خير لبعض مساكن الحرجة. ويشير مطلق مصيخ وعيسى شيخ إلى أن النظافة في الحرجة لا تسر الناظر فقد تحولت الشوارع إلى أكوام النفايات ولم تهتم بلدية ضمد بنظافة الحرجة ولا ندري لماذا كل هذا الإهمال، علما بأن الحرجة لا تبعد عن البلدية سوى بضع كيلو مترات فقد انتشرت الروائح الكريهة من النفايات المجمعة وتوالد عليها البعوض وما نخشاه هو انتشار الأمراض الخطيرة ومنها الضنك. وأوضح سليمان شار بأن خطر السيول لا يزال يهدد أبناء الحرجة حتى هذه اللحظة ولا زلنا نعيش في رعب خصوصا وضع الحرجة على طرف وادي ضمد المشهور بسيوله العارمة والخطيرة وقد ناشدنا بلدية ضمد بإكمال مشروع سد الحماية من الناحية الشرقية والشمالية ولا ندري ما هو السبب في عدم التنفيذ علما بأن تكاليف المشروع صرفت على التنفيذ ومن الواضح أننا سننتظر إلى حدوث كارثة للحرجة وأبنائها حتى تتحرك بعدها البلدية لتنفيذ المشروع، وستتحمل بلدية ضمد وأمانة منطقة جازان أي مسؤولية في حال حدوث أي كارثة من السيول. وأضاف حازم الزكري بأن الحرجة لا تعاني فقط من سوء النظافة ولا من الظلام الدامس الذي يحل بشوارعها ليلاً، بل أيضا تعاني من الأتربة والغبار الذي تنتشر عبر طرقها والحفريات التي عاني منها الكثير وكذلك عانى منها أصحاب المركبات ونتمنى من أعضاء المجلس البلدي أن يقوموا بجولة على الحرجة ومشاهدة ما حل بها من سوء النظافة ومن شوارعها، كذلك نتمنى من إدارة الشؤون الصحية أن تنظر إلى معاناة مرضى الحرجة وما يعانيه العجزة والنساء من مراجعتهم للمستوصفات والمستشفيات البعيدة من أجل البحث عن الدواء حتى في أنصاف الليالي، وأن يقوموا بتنفيذ المشروع الصحي على أرضيته الخاصة به منذ أن استخرج صك خاص للمشروع من عام 1413ه. وذكر مصيخ وشار أن القرية غابت عن أجندة بلدية ضمد من ناحية النظافة وسفلتة الشوارع وإنارتها وكذلك نظافة المقبرة التي تهدد المساكن المجاورة بالثعابين والزواحف السامة، ويناشد الشؤون الصحية بتنفيذ مشروع الرعاية الأولية على أرضيته الذي انتظره مرضى الحرجة أكثر من 20 عاما، وتشغيل المياه المحلاة عبر العدادات المركبة التي تتوسل قطرات الماء منذ أكثر من عام. من جانبه ذكر رئيس بلدية ضمد المهندس عبد الله الحربي ل«عكاظ» أن نظافة قرية الحرجة وإنارة شوارعها مدرجة ضمن مشروع جار ترسيته وكذلك النظافة مدرجة ضمن العقد الجديد.