أعمل في وظيفة بنظام المناوبات، وهو ما انعكس على ساعتي البيولوجية، حيث لا أستطيع أخذ كفايتي من النوم، وكثيرا ما أشكو من الأرق، أتساءل: هل حالتي تستوجب التدخل الدوائي لتجاوز المشكلة وضبط الساعة البيولوجية؟ أبو إبراهيم (تبوك) ** بعرض الموضوع على الصيدلانية إيلاف محمد فرج بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة قالت: الساعة البيولوجية الداخلية في الجسم يمكن إعادة ضبطها من خلال اتباع بعض استراتيجيات النوم، فلكل منا أنظمة معينة للنوم مضبوطة بالساعة البيولوجية التي هي عبارة عن نشاط حيوي للجسم مرتبط بدرجة الحرارة، ودورة النوم، والهرمونات المفرزة، وعوامل خارجية مثل الضوء والظلام. والساعة البيولوجية موجودة في منطقة من الدماغ، وهذه المنطقة تتلقى المعلومات من الشبكية في العين، ثم تنقل هذه المعلومات إلى مناطق عديدة من الدماغ، بما في ذلك الغدة الصنوبرية المسؤولة عن إفراز مادة «الميلاتونين» والضوء يعطل إفراز«الميلاتونين» الذي يعتبر مسؤولا بشكل مباشر عن تحفيز عملية النوم. ولإعادة ضبط الساعة البيولوجية هناك بعض النصائح ومنها، تحديد موعد لرؤية الطبيب في حال كان موعد النوم يعيق عن أداء المسؤوليات والواجبات، ضبط موعد النوم من خلال إرجاع وقت النوم ببطء حتى يصبح في الوقت المطلوب الذي يرغب فيه الفرد، عدم أخذ قيلولة حتى ولو شعر الفرد بالتعب، لأن أخذ قيلولة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النوم ليلا، عدم التأخر في الاستيقاظ، لأن الاستيقاظ في موعد محدد ضروري من أجل إصلاح نظام النوم، تجربة العلاج بالضوء، حيث أن «العلاج بالضوء» يعتمد على تعريض الشخص لضوء ساطع في وقت محدد في الصباح، ولكن هذا يجب أن يتم بإشراف الطبيب، إذ أن شدة الضوء ومدة التعرض له وتوقيته لا بد أن يكون مدروسا بدقة، تجنب ضوء الليل، حيث أن الدراسات أكدت أن التعرض للضوء ليلا يؤدي إلى تأخير الساعة البيولوجية، مراقبة «الميلاتونين» من قبل أخصائيين، حيث أن هذا العلاج قد يكون مفيدا، ولكن من الممكن أن يكون له أعراض جانبية، فضلا عن عدم إمكانية استخدامه بالتزامن مع تناول بعض الأدوية، لذلك لابد من الحرص على أن يتم ذلك بإشراف الطبيب، تجنب تناول الطعام أو ممارسة التمارين قرب موعد النوم، وأيضا الحذر من الكافيين والنيكوتين حيث أنها مواد منبهة، وأخيرا ضبط المزاج وتهيئة جو من الاسترخاء قبل النوم مثل حمام دافئ. فخلاصة القول: إن ضبط مواعيد النوم ليس سهلا في حال كان الفرد يعاني من متلازمة النوم المتأخر ولكن مع الانضباط والالتزام يمكن القيام بذلك.