أوضح أحد كبار مستثمري قطاع الذهب مجدي ريس، أن تجار الذهب في محافظة جدة عكفوا على تجهيز محل متكامل بالمعدن الأصفر، مماثل لمحلات الذهب المنتشرة في الأسواق المحلية، ثم خصصوا ذلك الموقع من أجل تدريب الموظفين السعوديين على عمليات البيع، والشراء، وعرض المنتج، وكيفية التعامل مع العملاء. وأشار ريس في حواره إلى أن ذلك المشروع هدفه زيادة نسب التوطين في قطاع الذهب إلى مستويات تصل إلى 70 في المئة، مؤكدا على أن توحيد ساعات العمل سيحل الكثير من مشكلات التوطين، وإلى تفاصيل الحوار: يتسرب السعوديون من وظائف محلات الذهب بسبب صعوبة الالتزام بأوقات العمل، فما الحل لمواجهة هذه المشكلة؟ يواجه المستثمرون في قطاع الذهب مشكلة مع الجهات التنفيذية للأسواق الكبرى المعروفة ب«المولات» كونها تفرض ضرورة الالتزام بإبقاء المحلات مفتوحة طوال فترة النهار إلى ساعة الإغلاق المحددة في الليل، وفي حال عدم الالتزام بذلك لا يتم تجديد عقد الإيجار معهم، ويتم البحث عن مستأجر جديد. توحيد الدوام لماذا لا يتم التنسيق مع جهة حكومية مختصة بشأن موعد الدوام حتى يكون الالتزام متأتيا من قرار رسمي فلا يواجه المستثمر أي مشكلة؟ تم رفع طلب في وقت سابق يقضي بتوحيد دوام ساعات العمل في قطاع الذهب والمجوهرات خلال فترة واحدة تبدأ من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء أو من الساعة الثانية أو الثالثة بعد الظهر إلى الحادية عشرة مساء لكن لم يصدر أي توجيه رسمي. ما حجم الخسائر التي يعانيها القطاع من تسرب الموظفين؟ مع الأسف في قطاع الذهب والمجوهرات يكون التدريب مكلفا؛ لأن الاستثمار في المتدرب يدوم لفترة طويلة، لكن مع الأسف نفاجأ بانسحاب موظفين لسبب أو لآخر، ثم ينتقلون إلى مهنة جديدة لا علاقة لها بالذهب، وللحق فهناك متسربون من وظائفهم عادوا إلى العمل في قطاع الذهب لأنهم شعروا أن هذا القطاع هو مستقبلهم، وأصبحوا بعد فترة التدريب الطويلة قادرين على التعاطي معه. ربما أصحاب الأعمال لا يريدون الاحتفاظ بموظفين سعوديين لارتفاع كلفتهم؟ على العكس فهناك جدية كبيرة من أصحاب الأعمال والمستثمرين في قطاع الذهب، والدليل أن أصحاب الأعمال في جدة جهزوا محلا متكاملا بالبضاعة والتجهيزات على نفقتهم الخاصة، ثم خصصوه لتدريب السعوديين في كافة الأمور، والتدريب في هذا المجال يستغرق وقتا طويلا، وذلك الوقت مكلف على المستثمر، لذلك فإنه سيكون حريصا قدر المستطاع على إبقاء السعوديين في وظائفهم إذ من الصعب إيجاد بديل يمكن الثقة به، وتسليمه محلا لا تقل قيمة البضاعة فيه عن 3 ملايين ريال. توطين الذهب هل توجد نسبة توطين مستهدفة من قبلكم؟ نأمل أن يصل حجم التوطين في قطاع الذهب إلى أكثر من 80 في المئة بعد أن تمكنت عدة محلات كبيرة من إيصال نسبة التوطين لديها إلى 100 في المئة، وللأمانة فإن هذا القطاع وبالرغم من الاضطرابات السعرية، التي يمر بها خلال مراحل زمنية متقاربة أو متباعدة إلا أنه يظل من القطاعات الاقتصادية القادرة على تحقيق الأمان الوظيفي للعاملين فيه. ما أكثر الأمور التي تجبر السعوديين على ترك أعمالهم؟ لكي نكون منصفين فإن معظم الأعذار التي يقدمها الموظف السعودي تكون مقنعة في العادة لكن الموافقة على التماشي معها يعني إغلاق المحل إلى حين انتهاء ظرفه. التمسك بالسعودي لماذا لا تلجأون إلى توظيف مواطن آخر على أن يقسم الدوام بينهما؟ اللجوء إلى مثل هذا الحل يسفر عنه عدة سلبيات خاصة للمحلات الصغيرة، مهنا وجود نقص في ميزانية المحل عند نهاية الشهر أو نهاية السنة، باعتبار أن عمليات الجرد من الصعب تنفيذها بشكل يومي، لذلك لا نستطيع تحديد المتسبب في هذا العجز الموجود، فكل شخص يلقي باللائمة على الآخر، الأمر الذي يؤكد أن أصحاب المحلات مستعدون للتمسك بأي سعودي يجدونه على قدر من الأمانة والنزاهة. لماذا لا يتم إجراء جرد يومي لتلافي مثل هذه المشكلات؟ قطاع الذهب مختلف عن بقية القطاعات الأخرى، التي يمكن تنفيذ إجراءات الجرد اليومي عليها، لذلك تكون هذه الصعوبة سببا في تولد العجز لدى بعض المحلات. هذه المشكلة تعيدنا إلى المربع الأول المتمثل في توحيد ساعات العمل.. ما تعليقكم؟ هذا أحد الحلول التي ستسهم بشكل كبير في توطين الوظائف الخاصة بمحلات الذهب والمجوهرات.