ثمة نار اشتعلت مؤخرا بين فريقي النصر والهلال وهي النار التي تؤكد أننا لازلنا في (جحر الضب).! وكل المقولات الداعية للتسامح والارتقاء والتي تصب على نار التعصب لم تفلح في اجتثاث ضغينة المتعصبين، وكلما ظننا أننا قضينا على حرائقها إذ بألسسنتها تتعالى مع أي حدث طارئ. ومن يتابع تعقيدات التعصب لدينا يظن أن الفرد منا متعصب بالفطرة، لكونه يتنقل بهذا التعصب في جميع مناحي الحياة، فتجده متعصبا لمذهبه أو قبيلته أو منطقته . وتتسع دوائر التعصب وتضيق وفق ثقافة الفرد إلا أنها لا تتلاشى تماما إذ يبقى لكل فرد تعصبه الذي يتخلى فيه عن ثقافته وتسامحه ليعود رجلا جاهليا يفاخر ويحارب من يقف في الصف المقابل بكل الأسلحة التي يمتلكها سواء كانت أسلحة مهذبة أو أسلحة مدببة ..ومشكلتنا أن من نحسبهم قدوة في التسامح وخلق الأعذار للآخرين هم من يقع في دائرة التعصب ولهذا ينتقل الداء مع أي رياح تهب . ولو أخذنا نموذجا للتعصب المتفشي بيننا كحالة مرضية فلن نبتعد عن الملاعب الرياضية والتي تمثل جل الشرائح الاجتماعية، والملاعب تمثل الأناء الكبير في تزويدنا باليقين بأننا لازلنا في (جحر الضب). فالملاعب لم تتخلص من تعصبها بالرغم من خروج المقولة الشهيرة (روحه رياضية) وهي مقولة دالة على تسامح الرياضيين وقبولهم للهزيمة من غير غضاضة أو بغض إلا أن ملاعبنا تضج بالتعصب، وتساعد في خلق العدائية بين الجميع . وما حدث بين رئيسي نادي الهلال والنصر ماهو إلا تأكيد حقيقي عن غياب الروح الرياضية واستمرار عداوة (داحس والغبراء) ..ولأن عمر الرياضة لدينا تجاوز عمر معارك داحس والغبراء بسنوات طويلة إلا أن الزيت لايزال يدلق على النار ..وكل يوم ثمة نار مشتعلة في ملاعبنا تدعو للكراهية، ونبذ روح التسامح، والتخلي عن قاعدة (الروح الرياضية) ويصبح السؤال أليس في ملاعبنا الرياضية شريفان أمثال: الحارث بن عوف، وهرم بن سنان لإيقاف حرب داحس والغبراء ؟ أم يستمر كل رئيس ناد مؤججا للمشاعر، وإضرام نار الصدور؟ ارتفعوا فوق تعصبكم وخلوا (روحكم رياضية) فمشجعو فريقيكما يتابعانكما ويقتديان بكما.