عاد النصر لعرينه متوجا نفسه بطلا لدوري عبداللطيف جميل بعد غياب امتد ل19 عاما، ليحقق اللقب من أمام شقيقه الشباب بعد أن غام منذ يونيو 1995م عنه. ورفض الأصفر التفريط بصدارة الدوري منذ الجولة العاشرة التي من خلالها تملك زمام الأمور حتى انفرد بالصدارة ووصوله للنقطة 64 التي منحته اللقب ليكسر الفريق من خلالها العديد من الأرقام القياسية التي أكدت علو كعب العالمي هذا الموسم. ولأن «كحيلان» أراد أن يكون نصره مختلفاً هذا الموسم شرع في تجهيز الفريق منذ وقت مبكر، فأتم الصفقات وأقام المعسكرات وبذل المجهودات حتى حقق الفريق كأس سمو ولي العهد وأتبعه بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين. الإنجاز النصراوي الذي جاء بعيون محبيه لم يأت من فراغ، ابتداءً من معسكر برشلونة الناجح وامتدادا من الصفقات المحلية المميزة التي ضمت يحيى الشهري كأبرز المنتدبين ليساهم ومجموعة اللاعبين في تحقيق الفريق لبطولتي الكأس والدوري. تجاوز المعضلات ولعل المتابع يدرك كيف تمكن النصر من تجاوز العديد من المعضلات التي واجهت الفريق هذا الموسم وكان أهمها رفض الثلاثي الأجنبي اللعب في اللقاء الأهم أمام الغريم التقليدي الهلال، إلا أن روح نجومه تمكنت من ضم نقاط اللقاء لبنك نقاط الفريق. وإيماناً من إدارة الفريق الأصفر بجهود لاعبيها بلغت مكافآت البطولة للاعبين حتى الآن نحو 300 ألف ريال لكل لاعب، بعد أن أعلن عدد من أعضاء الشرف تقديم مكافآت للاعبين ومن المتوقع أن يصل الرقم لأكبر من ذلك خلال الأيام القادمة وبعد أن يتوج الفريق باللقب، في الوقت الذي تسعى من خلالها إدارة الفريق إلى نقل مواجهة الفريق الأخيرة إلى الرياض وبعد أن تسلّمت الإدارة موافقة نظيرتها في التعاون إلا وأنه وحسب مصادر «عكاظ» فإن اتحاد القدم يرفض تماماً فكرة نقل المواجهة الى الرياض لتحقيق المساواة في عدد المباريات الملعوبة على الأرض. الرقم الصعب وإحقاقاً للحق يجيّر الانجاز النصراوي بعضاً منه إلى جماهير الفريق الوفية التي حضرت وآزرت وملأت المدرجات، حتى تمكنت من تسجيل وكسر الأرقام القياسية وباتت العلامة الفارقة في الدوري من خلال رسم اللوحات الجمالية على مدرجات الفريق، وبحسب موقع إحصائيات الدوري السعودي بلغ عدد جماهير النصر التي تابعت مباريات الفريق 360799 مشجعا خلال مباريات الفريق المقامة على أرضه. وعند النظر إلى عدد لاعبي الفريق الذين ساهموا في صناعة الإنجاز نجد أنهم 20 لاعباً الأمر الذي يعطي دلالة واضحة على امتلاك الفريق لخط احتياطي جيد ساهم في رفعة الفريق. علامات فارقة ويعتبر المهاجمان إلتون والسهلاوي بالإضافة للمدافع محمد حسين وحسين عبدالغني من أهم عوامل انتصارات الفريق نظير تسجيلهم للأهداف ودفاعهم المستميت عن مرمى العنزي، الذي هو الآخر قدم موسماً استثنائياً للفريق، بالرغم من التقلبات التي واجهته منتصف وأواخر الموسم. هذه المنظومة المتكاملة من الفريق الأصفر بدأت شمسها بالسطوع بعد أن اكتملت الصفقات المحلية التي ساهمت بشكلٍ فاعل أن يثبت النصر أقدامه في صدارة الدوري منذ الجولة العاشرة وهي الجولة التي كادت أن تعصف بالفريق الأصفر بعد رفض المحترفون الأجانب اللعب نظير عدم استلامهم لمستحقاتهم، إلا أن لاعبي الفريق المحليين تدخلوا وطالبوا بإبعادهم والمشاركة والإصرار على كسب نقاط اللقاء وهو ما تحصل لهم، لتكون نقطة التحول الكبرى للفريق هذا الموسم. الالتفافة الشرفية ولعل من بين الأمور التي زادت الفريق الأصفر قوّة هو الالتفافة الشرفية الموفقة التي لازمت الفريق طوال الموسم الحالي والتي بسببها تزين المدرج الأصفر وتمت الصفقات، وعاد أبناء العالمي كما كانوا، كما أن لغة الخطاب الإدارية تغيرت وانتقلت للأفضل فسرعان ما تغيرت حتى أصبحت تتحدث بلغة الجماعة المقننة التي كان من المفترض تواجدها مبكراً بالإضافة للابتعاد عن الخطابات اللاذعة الحادة التي لا فائدة منها سوى زعزعة الفريق. وينتظر الفريق مباراة أخيرة أمام التعاون يسعى الفريق من خلالها لتأكيد صدارته وتفوقه ويسعى لختام موسمه بانتصار يوصله للنقطة 67.