فيما يرقد أول ممرض مصاب بفيروس كورونا بمستشفى تابع لوزارة الصحة بجدة في مستشفى الملك عبدالعزيز، علمت «عكاظ» من مصادر خاصة أن عمه عزل أيضا في غرفة الطوارئ بنفس المستشفى، وهناك احتمال بأن يكون مصابا بذات المرض. وقد شكا زملاؤه من الممرضين والعاملين من قلة الاهتمام بنظافة المستشفى وسوء التعقيم حسب قولهم، مطالبين عبر «عكاظ»، خلال تجوالها أمس في أروقة المستشفى، بالاهتمام بهذا الجانب، خصوصا في قسم الطوارئ، مشيرين إلى أن زميلهم لم يكن يعاني من أي أمراض أخرى، وكان ضمن كادر طبي يسعف المريض الصومالي الذي نقل إلى المستشفى من الليث، ومن المرجح أن العدوى انتقلت إليه منه، ولم يستطع أحد إثبات ذلك حتى الآن؛ لأن المريض لم يستغرق الكثير من الوقت قبل أن يتوفاه الله. وبالفعل، لاحظت «عكاظ»، خلال الجولة، سوء النظافة وكذلك آلات التعقيم، كما أنه ليس غريبا أن ترى مصابا بمرض معدٍ يجلس في طوارئ المستشفى بجانب المرضى العاديين، حتى أن غرف العزل غير مهيأة لاستقبال المرضى المصابين بأمراض وبائية. بدأنا جولتنا من قسم العناية المركزة حيث غرفة الممرض المصاب بكورونا، والذي أشاد الكثير من زملائه باجتهاده وعمله الدؤوب، تحدثنا مع طبيبه المعالج عن حالته الصحية، فأفاد بأن أعراض فايروس كورونا لا تظهر بسرعة، بل تحتاج من 5 إلى 15 يوما، مشيرا إلى أن حالة المريض بدأت بالتحسن، وهو في حالة تخدير ليتمكن من احتمال أجهزة التنفس الصناعي؛ لأنه يحتاج إلى زيادة في نسبة الأوكسجين. واصلنا جولتنا حيث التقينا أحد الممرضين قال ل«عكاظ»: «وضعنا مع الأمراض المعدية صعب جدا، فوسائل الحماية ضعيفة ولا ترتقي لما هو مطلوب، وهناك تكدس كبير في الحالات الصحية، يقابله شح في الطاقم الطبي الذي يحتاج إلى تدعيم، فضلا عن صعوبة التواصل مع المسؤولين في إدارة المستشفى، فلا أحد يسمع أو يستجيب». وأضاف: «الهلع والخوف أصاب الكثير من الكادر الطبي بالمستشفى بعد أن عرفوا بإصابة زميلهم، حيث أن الكثير منهم لا يتلقون بدل عدوى، وبالتالي فهم يطالبون بتواجد استشاري مختص بمكافحة العدوى؛ لأن عدم وجوده أمر غير سليم من الناحية الصحية».