يوشك موسمنا الرياضي أن يطوي عامه المختلف، بما شهد من أحداث مثيرة أسفرت عن تغيير في قوائم الأبطال والمتنافسين على الألقاب لمختلف المسابقات، فبينما حسم الفتح أول الألقاب بتتويجه بطلا لكأس السوبر السعودي في نسخته الأولى على حساب مضيفه الاتحاد، نجح النصر في تجريد غريمه الهلال من بطولته المفضلة، وحقق كأس ولي العهد بعد غياب قارب 40 عاما، وتصدر الترتيب العام حاصداً لقب الدوري قبل جولة أخيرة يحتفل بعدها بالتتويج بدوري المحترفين السعودي لفرق الدرجة الممتازة الذي ارتدى هذا العام ثوبا جديدا بمسماه المختلف دوري عبداللطيف جميل. وضع الفريق النصراوي في ظل رئاسة الأمير فيصل بن تركي كان مختلفا عبر عدة مواسم، وتباينت ردود الفعل حوله لكنهم أجمعوا على أن مرحلة البناء أثمرت أخيرا، رغم حالة التخبط التي واكبت العمل منذ البداية، وشهد معها الفريق تحولا نوعيا وجذريا على مراحل بعد أن خلص في خمس سنوات إلى تغيير شامل لجميع الخطوط. في أول موسم له بصفته رئيسا استقطب فيصل بن تركي عددا من الأسماء من أندية أخرى: أحمد الدوخي، وحسين، عبدالغني، ومحمد عيد، وصالح صديق، ويوسف الموينع، وعبدالله القرني، وخالد الزيلعي، وسعود حمود، ومحمد السهلاوي والأخير انتقل بصفقة قياسية، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين أجانب هم: حسام غالي، وفيقاروا، وباسكال، وإيدير وتعاقد مع المدرب الأرغواني جورج ديسلفا، لكن الفريق رغم ذلك لم يحقق النتائج الجيدة، وخرج من الموسم خالي الوفاض، وحقق في دوري المحترفين السعودي ترتيبا هو الأفضل له منذ وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود، وحل ثالثا برصيد 43 نقطة شارك فيها الفريق في البطولة الآسيوية للمرة الأولى، ونجح في هزيمة الهلال للمرة الأولى أيضا منذ أن رحل الرمز. غربلة وتغيير في الموسم الثاني واصل الأمير فيصل تحركاته على مختلف الأصعدة، وشرع في غربلة الفريق تماما، وتعاقد مع مدرب جديد، ووقع عقدا مع الإيطالي والتر زينجا قبل أن يتم تغييره بالكرواتي دراغان سكوتشيتش لاحقا، لكنه أحدث مجموعة من الصفقات على مستوى اللاعبين، وتعاقد مع اللاعب عبدالرحمن القحطاني الذي استقطبه من نادي الاتفاق بصفقة كبيرة، فيما ضم مجموعة من العناصر الأجنبية بينها: فيكتور فيغاروا، ورازفان وجونثان مكين، لكن صفقة بدر المطوع كانت الأبرز له في الموسم، وحقق نتائج جيدة في ذلك الموسم لكنه خرج خالي الوفاض رغم أنه احتل رابعا بذات النقاط في الموسم الأول، وخرج من السباق على المشاركة الآسيوية وعاد أدراجه من جديد إلى الركض المحلي، وهو ما زاد الضغوط على الإدارة التي وجدت نفسها في مأزق الغياب عن المنصات رغم العمل، وخرج الفريق خاسرا من المشاركة الخليجية التي خسر النهائي فيها لصالح الوصل. تصحيح إجباري في موسم 2012 بدأ الفريق النصراوي يمر بحالة انخفاض كبيرة رغم التعاقدات التي أبرمتها الإدارة، الأمر الذي دفعها لتغيير المدرب الأرجنتيني جوستافو كوستاس بالكولمبي فرانشيسكو ماتورانا على أمل التغيير لكن شيئا لم يحدث عدا الوصول لنهائي كأس الملك وخسارته برباعية. تعاقدت إدارة كحيلان مع كل من خالد الغامدي، وعدنان فلاتة لتدعيم الفريق دفاعيا، وعبدالعزيز السعران، ومالك معاذ في الهجوم فيما استقطبت لاعب الهلال خالد عزيز للوسط فضلا عن الرباعي الأجنبي عنتر يحيى، وخوان بينو، و خوان مارسير، وكيم سوك، لكن الفريق تقهقر وحقق أسوأ ترتيب له مع الرئيس الحالي، واحتل الترتيب السابع وبلغ النقطة 35، وهو ما دفع الكثيرين للمطالبة برحيل الإدارة، والتغيير في كثير من العناصر الإدارية، وبينما شهدت الأمور تحركات شرفية للبحث في هذا الأمر أعلن رئيس النصر تمسكه بالبقاء رغم العزوف الشرفي عنه، واقتراب عقد الرعاية من النهاية، الأمر الذي جعله في مواجهة مستمرة مع الإعلام النصراوي، والجماهير حتى نهاية الموسم. حاجز الخمسين موسم 2013 كان للنصراويين جيدا إلى حد ما رغم أنهم خرجوا خاليي الوفاض من البطولات، لكن الفريق كسر في هذا الموسم حاجز 43 للمرة الأولى، وحقق رقما غير مسبوق وحصد النقطة 50، وهو ما اعتبره النقاد مؤشرا على التغيير في جلد الأصفر لاسيما أنه وصل نهائي كأس ولي العهد وخسره بركلات الترجيح، وعاد وهزم الهلال من جديد وهو ما كان صعبا في ظل الفوارق الفنية، ووصل لربع نهائي البطولة العربية التي ودعها لاحقا، وخلال هذا الموسم وقع النصر صفقات مهمة استفاد منها كثيرا في موسمه الحالي، إذ تعاقد مع لاعب الاتحاد وقائده الأسطوري محمد نور في نهاية الموسم، ووقع قبلها عقودا مع حسن الراهب، وبدر الدعيع، وعبده عطيف، وعوض خميس، وكانت هذه الاستقطابات بداية الحصاد للثمار بعد أن أتمت العمل النصراوي الجيد الذي اكتمل في الموسم التالي، خاصة بعد أن وقع الفريق مع المدرب كارينيو قبل نهاية الموسم. موسم الحصاد بدا النصر مختلفا هذا الموسم، وقدم نفسه بشكل غير مسبوق بعد جملة من التعاقدات المميزة التي غيرت من شكل العالمي، وأعادت له هيبته وتاريخه وإنجازاته التي غابت عنه لسنوات طويلة، أجبرت الجماهير والنقاد على الإدارة بالتصفيق لها بعد أن قدمت فريقا لا يقهر بمجموعة من الصفقات أتت أؤكلها على مدار سنوات، وتوجتها هذا العام بصفقة من العيار الثقيل هي الأغلى في تاريخ الرياضة السعودية حين وقعت مع اللاعب يحيى الشهري بمبلغ ضخم تجاوز سقف ال 50 مليونا. ووقعت مع كامل المر، وعبدالرحيم جيزاوي، ومراد دلهوم، و ربيع السفياني، وعماد الحوسني لتعزيز الفريق الذي شهد نبوغ مجموعة من الاسماء في مقدمتها: إبراهيم غالب، وشايع شراحيلي، وعوض خميس، وخالد الغامدي، فيما واصل حسين عبدالغني تألقه وظهوره بشكل مميز قاد فريقه للصدارة، وتحقيق لقب كأس ولي العهد الذي كان جادة العودة للإنجازات النصراوية الذي مازال يمني النفس بتتويج كبير واستثنائي يليق به وبطعم مختلف كون غريمه هذه المرة هو الهلال الذي ظل عقبة له في المنافستين اللتين حقق فيهما اللقب لكنه كسبها أخيرا. مستقبل مرهون لا يمكن للنصراويين التخلي عن إدارة الرئيس الحالي فيصل بن تركي بعد العام الأصفر البراق، إذ تعالت الأصوات مطالبة بالابقاء على كحيلان، وتغيرت المطالب بعد أن حصدت الثمار. وفيما لم يعلن الأمير فيصل نيته الترشح تتجه الأنباء إلى أن ضغوطا شرفية ستمنعه من الرحيل، وأن الأمير ينتظر أن يحسم عقد الرعاية الجديد قبل اتخاذ قراره، يأتي ذلك في وقت فتحت فيه الإدارة باب الاشتراك أو التجديد لعضوية هيئة أعضاء الشرف للموسم الرياضي المقبل، فيما يبدو أنه تمهيد لعقد الجمعية العمومية لتزكية كحيلان بالفترة الثانية، دعما لاستقرار النادي ولعدم قدرة خلفه على الوفاء بالتعاقدات الضخمة التي وعد الرئيس الالتزام بها من منطلق حبه لنادي النصر التي دفعت به للبقاء حتى نهاية الموسم رغم انقضاء الفترة في يناير الماضي.