قالت نورا مولر مديرة البرامج في إدارة العلاقات الدولية لمؤسسة كوربر الألمانية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ل«عكاظ»، إن الرئيس أوباما سوف يستثمر زيارته لتحسين مستوى التنسيق الأمريكي السعودي حول سوريا. وأشارت نورا مولر، إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية تفاوتا في وجهات النظر بسبب الخلاف حول سورياوإيران ومصر. لذا، فإن الهدف الرئيس لهذه الزيارة هو تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وإظهار الالتزام الأمريكي بالشراكة الاستراتيجية مع المملكة. وتابعت قائلة: إن المملكة لها ثقلها العسكري والدبلوماسي والاقتصادي في المنطقة، وهي القوة الكبرى في الخليج مقارنة بالأوضاع المتذبذبة في مصر وسوريا والعراق. وقالت نورا: إن من واجب المملكة الحفاظ عى أمن واستقرار المنطقة، موضحة أن الرياض حريصة على إنهاء مأساة الشعب السوري، علاوة على أنها تنظر للمفاوضات الإيرانية والقوى الكبرى بريبة وهي قلقة من أن تكون سياسة التقارب بين أمريكاوإيران على حساب قضايا المنطقة. وأضافت: إن هناك مؤشرات عديدة توضح شفافية سياسة المملكة نحو ملف مكافحة الإرهاب من خلال صدور المرسوم الذي يجرم السفر خارج البلاد بهدف المشاركة في النشاطات المتعلقة بالقتال في الخارج. وزادت: إن جميع هذه المؤشرات من شأنها أن تمهد الطريق لتحسين سبل التنسيق بين أمريكا والمملكة بخصوص سوريا. وعن تعامل أمريكا مع الملف النووي الإيراني، قالت نورا: إن المفاوضات المستمرة حول الاتفاقية الشاملة للأسلحة النووية معقدة وصعبة، ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدة ملتزمة ببذل جهود جدية. وبالنظر إلى النجاح المحدود جدا الذي حققته سياسة إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط، فإن الإدارة بذلت الكثير من الجهود السياسية للوصول إلى حل للأزمة النووية. وبينت أن أمريكا تسعى إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية، وتسعى لحل الأزمة النووية بسلام وجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرار وأمانا. وقالت: لذلك، فإنه ينبغي للولايات المتحدة أن تأخذ المخاوف الأمنية لجميع شركائها في المنطقة، وفي مقدمتهم دول الخليج، بكل جدية. وأضافت: ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تؤكد أن جميع أصحاب المصالح، بما في ذلك دول الخليج، سوف يستفيدون في النهاية من حل النزاع النووي، لأن الاتفاقية سوف تساعد على تخفيف التوتر في المنطقة. وفي نفس الوقت ينبغي على أمريكا أن تدعو إيران إلى دعم مبادرتها حيال دول الخليج، بإجراءات مادية ملموسة وواقعية لبناء الثقة. وأشارت نورا إلى أن مبادرة وزير الخارجية كيري لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط أماما، دخلت مرحلة حرجة، وكان من المفترض الوصول إلى إطار للاتفاقية بنهاية شهر أبريل، لكن على الرغم من رحلاته الدبلوماسية المكوكية، فإن قلة من الخبراء يتوقعون تحقيق أي تقدم جذري في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ومن الأرجح أن يعبر أوباما عن دعمه لمبادرة وزير الخارجية كيري، أثناء زيارته للرياض، بدلا من اقتراح أفكار جديدة لإحراز تقدم في جهود السلام، ويؤكد على أهمية مبادرة السلام العربية التي اقترحتها المملكة عام 2002م.