الرياض – واس وزير الخارجية الأمريكي ينقل إلى المليك تحيات وتقدير الرئيس أوباما الفيصل: علاقتنا الحقيقية تقوم على الاستقلالية لا المجاملة كيري: نشارك المملكة الإحباط وهي شريك لا غنى عنه خادم الحرمين الشريفين مستقبلاً وزير الخارجية الأمريكي (واس) بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بالرياض أمس الإثنين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري آفاق التعاون بين البلدين، وكذلك تطورات القضية الفلسطينية والوضع في سوريا، إضافة إلى مجمل الأحداث الإقليمية والدولية وموقف البلدين الصديقين منها. جاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين لكيري والوفد المرافق له، حيث نقل الوزير لخادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كما حمَّله الملك المفدى تحياته وتقديره للرئيس. ولي العهد ووزير الخارجية والنائب الثاني ووزير الحرس الوطني خلال الاستقبال (واس) حضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص لسموه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى المملكة تيموثي ليندركينج. الفيصل: الاختلاف مع أمريكا ليس مستغرَباً.. وعلاقتنا بها تقوم على الاستقلالية الرياض – الشرق الأمير سعود الفيصل يتحدث خلال المؤتمر الصحفي (رويترز) أكد وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، أن العلاقات التاريخية بين المملكة والولاياتالمتحدة تقوم على الاستقلالية، والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة بين البلدين. وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري أمس الإثنين في الرياض، إن «العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة بين الطرفين وطرح وجهات النظر بكل شفافية». وأضاف «من هذا المنظور من غير المستغرب أن تشهد الرؤى والسياسات نقاط التقاء واختلاف وهو أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في كافة القضايا وتطرح مختلف وجهات النظر وتسعى إلى معالجتها من خلال الحوار المتواصل بين البلدين وعلى كافة المستويات، وذلك بغية الوصول إلى منظور مشترك ينعكس إيجاباً على حلحلة القضايا وانفراجها». وكان الفيصل استقبل كيري بعد ظهر أمس وبحثا العلاقات الثنائية ومجمل الأوضاع في المنطقة ومستجداتها. لم ننسحب من الأممالمتحدة تحدث وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي أمس في الرياض عن «التحليلات والتعليقات والتسريبات التي أسهبت مؤخراً في الحديث عن العلاقات السعودية الأمريكية وذهبت إلى حد وصفها بالتدهور ومرورها بالمرحلة الحرجة والدراماتيكية». وقال «إلا إنه غاب عن هذه التحليلات أن العلاقة التاريخية بين البلدين كانت دائماً تقوم على الاستقلالية والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة والتعاون البنَّاء في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية خدمة للأمن والسلم الدوليين». ونبّه إلى أن اعتذار المملكة عن عضوية مجلس الأمن لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابها من الأممالمتحدة خصوصاً في ظل تقدير المملكة الجهود البنَّاءة لمنظماتها المتخصصة في معالجة عديد من الجوانب الإنسانية والتنموية والاقتصادية والصحية. المفاوضات «مهمة» لكن لا ينبغي أن تسير بلا نهاية شدد وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي في الرياض أمس على إدراك المملكة التام أهمية المفاوضات في حل الأزمات «ولكننا في نفس الوقت نرى أن المفاوضات لا ينبغي أن تسير إلى ما لا نهاية خصوصاً أننا بتنا نقف أمام أزمات جسيمة لم تعد تقبل أنصاف الحلول بقدر حاجتها الماسة إلى تدخل حازم وحاسم يضع حداً للمآسي الإنسانية التي أفرزتها هذه الأزمات وليس أدل على ذلك من عدم قدرة النظام الدولي على إيقاف الحرب ضد الشعب السوري على الرغم من أن الخيارات المعنوية بين الحرب والسلم واضحة وضوح الشمس، وبما لا يدع مجالاً للاجتهاد بين وقفة حزم لحقن الدماء في كارثة إنسانية أو التغاضي عنها»، حسب تأكيده. وبيَّن الفيصل أن «بلدينا الصديقين منهمكان في التعامل مع هذه القضايا بكل جدية وشفافية في سياسة لا مجال فيها للعاطفة أو الغضب بل بتحكيم لغة العقل والمنطق على أساس من الثقة المتبادلة في تلمس السبل الكفيلة بمعالجتها». كيري: ملتزمون بدعم مصر في تحركها للأمام حول زيارته مصر، أوضح جون كيري، خلال المؤتمر الصحفي بحضور الأمير سعود الفيصل أمس في الرياض، أن بلاده ملتزمة بدعم القاهرة في تحركها إلى الأمام في هذه المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية وتشجيع التطور الذي تحرزه مصر على خارطة الطريق لتلبية طموحات الشعب المصري وتحسين الظروف وإعادة الاقتصاد القوي إليها. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أهمية دعوى القوى المعتدلة في لبنان لتشكيل الحكومة دون تهديد من حزب الله وألاَّ يتمكن من رسم مستقبل لبنان. المملكة «شريك لا يمكن التخلي عنه» عبَّر وزير خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، عن سعادته بزيارة المملكة وبالمحادثات البناءة التي تضمنتها الزيارة. ووصف كيري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمير سعود الفيصل أمس في الرياض، العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة ب «علاقات استراتيجية طويلة الأمد تتعلق بكثير من الأمور التي تخص البلدين». وذكَّر «الجميع بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الأممالمتحدة حيث قال إن أمام الولاياتالمتحدة خيارات كثيرة بما في ذلك القوة لتأمين الشرق الأوسط وإن الولاياتالمتحدة ستواجه أي اعتداء خارجي ضد أصدقائنا كما فعلنا أثناء حرب تحرير الكويت وسنؤكد ونضمن استمرار تدفق النفط من الخليج إلى العالم بأكمله وسنقوم أيضاً بتدمير الشبكات الإرهابية ولن نسمح بتطوير أو استخدام أسلحة الدمار الشامل، وهذه هي المصالح الأمريكية الرئيسة». وأضاف كيري قائلاً «نعتزم أيضاً الاستمرار في العمل مع المملكة العربية السعودية، ولدينا علاقات عميقة جداً وعمل مشترك في تعزيز موارد الطاقة المتجددة وتأمين الأمن ومكافحة الإرهاب وفي التدريب والاستثمار والعلوم والتقنية والأمور الطبية والتعليم والتبادل الخارجي، وهي علاقات عميقة استمرت 70 عاماً وستستمر إلى مالا نهاية». وأردف أن «المملكة شريك لا يمكن التخلي عنه، ومن الواضح أن هذا الشريك لديه آراء تخصه ونحن نحترم ذلك ونتطلع إلى الاستمرار في التعاون من أجل تعزيز أمننا وازدهارنا المشترك». ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أهمية الاتفاق بين الولاياتالمتحدة والمملكة، وأوضح «لدينا الإمكانية أن نتعاون كما فعلنا لسنوات عدة، قد نختلف مرة أو مرتين على تكتيكات، وأساليب هنا وهناك، إلا أن هذه الاختلافات لن تغير شيئاً، وأود أن أشكر خادم الحرمين الشريفين على الوقت المهم الذي منحه لإجراء هذه المناقشات ولمستوى الحوار الذي جرى بيننا وسأوصل للرئيس أوباما أنه يُمكن أن يعتمد على حقيقة أن لديه صديقاً مخلصاً قوياً هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونؤمن بأن هذا التعاون سيُمكننا من تحقيق مزيد معاً، وسنواصل التعاون بشكل مستمر، كما أود أن أؤكد امتناني للأمير سعود الفيصل على هذه الشراكة والصداقة». الولاياتالمتحدة تثمّن لقيادة المملكة دعمها المعارضة السورية بيَّن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمير سعود الفيصل أمس في الرياض أنه استمع إلى آراء خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حول عدة قضايا إقليمية وعملية السلام في الشرق الأوسط، وأوضح أن الولاياتالمتحدة تثمِّن لقيادة المملكة دعمها المعارضة السورية وتحركها والتزامها القوي للحل السياسي للأزمة. وزير الخارجية: متَّفقون مع واشنطن على رحيل الأسد قال وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل،» إن هناك نوعين من الخلافات موضوعية وتكتيكية»، رداً منه على سؤالٍ في المؤتمر الصحفي بحضور نظيره الأمريكي جون كيري أمس في الرياض حول الاختلافات التكتيكية بين السعودية والولاياتالمتحدة على إنهاء الحرب في سوريا وإيجاد حكومة انتقالية فيها. وأوضح «هناك نوعان من الخلافات موضوعية وتكتيكية، وبعضها موضوعية وهي قليلة جداً، ولكن معظم الخلافات تكتيكية، فيما يتعلق بسوريا على سبيل المثال اتفقنا على أن الغرض من مؤتمر جنيف2 تنفيذ اتفاقية جنيف الأولى، ونتفق على هذا الهدف، ونتفق أيضاً على أنه لا مكان لبشار الأسد في ذلك، والاتفاق على أن ممثل الشعب السوري هو التحالف السوري، وهو هدف مشترك». وأضاف «أما فيما يتعلق بالتكتيكات فلدينا خلافات لا تتعدى في الواقع، والولاياتالمتحدة تعتقد أنه من الأفضل القيام بذلك من خلال مساعدة التحالف والعمل على إنجاحه في سوريا». وتابع «كلانا يريد أن يتأكد أن إيران لا تملك الأسلحة النووية، وهذا خطر حقيقي، لذا نتفق على أنه يمكن جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ونوافق ونقبل التأكيد والتطمين الأمريكي بأن الولاياتالمتحدة لن تسمح بتطوير الأسلحة النووية في إيران». من جانبه، أكد كيري مشاركته رأي وزير خارجية المملكة في الإحباط الذي يشعر به في بعض الأحيان تجاه مجلس الأمن الذي يتوجب دفع أيديولوجياته وسياساته حول إيجاد حلول مناسبة لا تعطل جهوده من خلال حالة الاستقطاب التي تسوده، وأضاف «نأمل أن نتمكن من إيجاد الآلية على المستوى الدولي لصنع السلام في الشرق الأوسط». وكشف كيري عن إطلاعه خادم الحرمين الشريفين ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في عدة مناسبات على رأي الولاياتالمتحدة في توجه مجموعة ال 5 +1، وأكد «لا شئ بالنسبة لهذه المفاوضات سيغيِّر أو يعيق العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة وعلاقتنا بالمنطقة». وأكمل «لهذا السبب طلب مني الرئيس أوباما أن أطمئن وأؤكد أثناء وجودي التصريحات التي قالها حول رغبته ورغبة الولاياتالمتحدة في الدفاع عن أصدقائنا في المنطقة من أي هجمات خارجية وأن نواصل العمل مع المملكة بحسب الطريقة التي اعتدناها بالنسبة للتعاون الأمني والاستخباراتي، ولن يتغير شيء من هذا». وأوضح أن «الأمريكيين تحدثواً علناً وبكل ثقة عن أن خادم الحرمين الشريفين والأمير سعود الفيصل يعرفان أن أي اتفاقية سيئة يمكن أن تؤدي إلى تقويض الأمر». وتابع قائلاً «أما بالنسبة للمصالح، فقد تحدثنا أولاً عن الموضوع النووي ونحن نعرف نشاطات إيران في المنطقة، ونحن الأمريكيون لا ننسى ما يحدث على يد الإيرانيين من مؤامرات استهدفت السفير السعودي في الولاياتالمتحدة وهذه النشاطات كثيرة تقلقنا، ويقلقنا أن للإيرانيين جنود على الأرض في سوريا وأن حزب الله يتعاون بدعم من الجانب الإيراني، لكن الخطوة الأولى هي الخطوة النووية ونأمل أن نفتح المجال أمام إمكانات التعامل مع القضايا الأخرى، وقد يحدث هذا خلال أشهر وليس بسرعة كبيرة، ولكن نؤكد أننا في هذه المنطقة سنعمل بتواصل وتنسيق مع أصدقائنا وسنطلعهم على ما يتم مناقشته كي نحافظ على الثقة من هذه المنطقة تجاه خطواتنا، وأن نتجنب أي مفاجآت، وأعتقد أن هذا جزء مهم من علاقتنا». أما الأمير سعود الفيصل فاعتبر أن «مفاوضات 5+1 ترمي إلى النيات وهي مبنية على حسن النيات وعلى أن تدخل المفاوضات بحسن النية التي تعني أن تقوم بالأشياء التي تؤثر إيجاباً على المفاوضات، (…) والوجود الإيراني دليل خطأ على النيات تجاه الدول المجاورة لإيران وهي سوريا، وأنا اعتبرها أرضا محتلة لن تدخلها القوات الإيرانية لإنقاذ سوريا من احتلال خارجي بل تساهم في مجهودات النظام في ظلم الشعب السوري». وتساءل «كيف يمكن لدولة جارة يُفترَض أن تعتني بحُسن الجوار أن تعطي لنفسها الحق في دخول حرب أهلية لتساعد طرفاً على طرف آخر، وهذا إن لم يكن له نظام يحميه في القانون الدولي فمن الضروري أن يكون هناك نظام يحمي المنطقة من القانون الدولي، فإيران في اختبار حسن النيات الآن، وربما أهم خطوة في حسن النيات أن تخرج من سوريا وتخرج حليفتها اللبنانية حزب الله».