واقع الأمة العربية اليوم، يؤكد بوضوح مدى الحاجة للتكاتف والتلاحم وتوحيد الصف والتأليف بين الفرقاء وتقريب وجهات النظر المتفاوتة، خاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي عصف ببلاد شقيقة وسمح للإرهاب والتطرف بأن يعبث فيها ويدمر استقرارها، ويهدد البلاد المجاورة لها بتسرب الإرهابيين عبر حدودها. وتأكيد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في كلمة المملكة التي ألقاها في قمة الكويت أمس، على أن المخاطر والتحديات المحيطة بمنطقتنا العربية تستوجب تضافر جهودنا للتصدي لكل المحاولات الهادفة إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، وتشديده على أن هذا الأمر لن يتأتى إلا بتسلحنا بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة والصادقة والتنسيق الجماعي المتواصل بما يكفل وحده الرؤى وتجانس المواقف والجدية اللازمة في التعامل مع التحديات الراهنة، وأن ظاهرة الإرهاب أصبحت مصدرا خطيرا وكبيرا على أمن واستقرار بلداننا وشعوبنا، بل ووسيلة لزرع الفوضى والتفرقة والفتنة، الأمر الذي يستوجب معه بذل الجهد الجماعي واتخاذ موقف موحد ومشترك للتصدي لهذا الخطر المحدق بنا جميعا، وأن أمن واستقرار المنطقة لا يأتي عن طريق السعي نحو امتلاك الأسلحة الفتاكة، وإنما من خلال إقامة علاقات طبيعية تسودها الثقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الخلافات بالطرق السلمية، يشرح بوضوح مدى الحاجة إلى هذه الوحدة. هذه الرؤية العميقة والدقيقة والواضحة التي قدمها سموه مفتاح النجاة والعبور نحو مستقبل آمن ومستقر لكل دول المنطقة، والدرع القوية القادرة على صد كل السهام الموجهة للأمة.