قدم المدرب «خالد القروني» دليلا جديدا على أن مكاسب منتخب الشباب الذي تولى تدريبه وحقق معه نتائج ممتازة هو غير خالد القروني الذي مزق فريق الاتحاد وأوشك على القضاء عليه والتسبب في هبوطه إلى الدرجة الأولى وكتابة نهاية مؤسفة لعميد الأندية السعودية على الإطلاق. •• وإذا قبلت إدارة الاتحاد استمراره بعد تشكيلته «الهزيلة» يوم أمس أمام النصر وتعريض الفريق لهزيمة منكرة (31) فإنها تتحمل أمام جماهير النادي ومحبيه مسؤولية هبوط الفريق التي أخذت تلوح في الأفق بعد تعاقب مدربين «مسخ» وإدارات أساءت اختيار اللاعبين المحترفين من الخارج بالفريق وزادت في ديون الاتحاد أضعافا. •• وإذا استمر هذا المدرب.. وإدارة الكرة بالنادي وكل مسؤول عن الناحية الفنية على نفس الحال المأساوي الذي يعيشه الفريق فإن الاتحاد وبكل تأكيد سوف يلفظ أنفاسه ويغادر ساحة البطولات بفضل دخول عناصر لا علاقة لها بالاتحاد ولا ينسيج الاتحاد ولا بتاريخ الاتحاد ولا بأحاسيس جماهير الاتحاد بالمرة. •• وماحدث في مباراة البارحة «مهزلة» بكل معاني الكلمة.. بدءا باختيار تشكيلة غريبة وانتهاء بعدد الأهداف التي دخلت مرمى الفريق.. ومرورا بمستوى التحكيم الذي تغاضى عن الهدفين الأول والثالث اللذين دخلا مرمى الفريق وكان فيهما لاعب النصر «التون" في وضع تسلل واضح وغير ملتبس. •• ونحن وإن كنا لا نتفق مع الذين يتهمون الفريق أو من وضع هذه التشكيلة بأنه تعمد إلحاق الهزيمة بالاتحاد بمثل هذه الصورة المنكرة.. إلا أننا لابد من أن نسأل المدرب «خالد القروني» عن فلسفته في اختيار «عبدالفتاح عسيري» ظهيرا أيسر.. رغم وجود «محمد قاسم» وهو ما عالجه في الشوط الثاني بعد أن ركن على دكة الاحتياط في الشوط الأول حيث أراح «شايع شراحيلي» ظهير النصر الأيمن الذي وضعه المدرب في هذا الموقع بذكاء لكي يتصدى لسرعة «فهد المولد» أو «عبدالفتاح عسيري» الذي كان متوقعا وضعهما في الوسط الأيسر دعما للهجمة. •• كما أن وضع «القروني» للاعب أحمد عسيري في مركز الظهير الأيمن أضاع اللاعب كما أضاع الفريق بدلا من أن يضعه كقلب دفاع ويضع «طلال العبسي» في موقعه الأساسي كظهير أيمن وبالتالي يغلق منطقة وسط الدفاع إلى جانب «باسم المنتشري» وهو أيضا ما حدث في الشوط الثاني وبذلك أغلق وسط الدفاع إلى حد ما.. وتوقفت حالة ارتباك الدفاع الاتحادي ويتوقف سيل الأهداف التي كان واضحا أن مرمى الاتحاد سيستقبلها على مدى الشوطين لو استمر «القروني» في تشكيلته التي اختارها للشوط الأول. •• والأسوأ من هذا وذاك أن «القروني» فرغ منطقة الوسط تماما عندما لعب بمحور دفاعي وحيد هو «جمال باجندوح» أمام هجوم كاسح وقوي يتكون من «التون والسهلاوي» وخلفهما إبراهيم غالب ومحمد نور في الوقت الذي جازف ب «تركي الخضير» إلى جانب «محمد أبو سبعان» وسلمان الصبياني.. مع أنه لا «الخضير» ولا «الصبياني» كانا جاهزين لهذه المباراة على الإطلاق وقد أدرك «القروني» خطيئته الثانية وأخرج الخضير وسلمان الصبياني وأحل محلهما «محمد قاسم» كظهير أيسر.. وعبدالرحمن الغامدي كمهاجم ثانٍ.. خلف مختار.. وصحح بذلك مغامرته التي فرغت منطقة الوسط فاستولى عليها النصر تماما.. •• وبدلا من أن يمضي في معالجة أخطائه ويقدم «عبدالفتاح عسيري» إلى مركز الجناح الأيمن حتى يحرك الطرف الأيمن ويتناغم وجوده «هنا» مع وجود «فهد المولد» في الطرف الأيسر.. فإن المدرب ارتكب خطأ ثالثا عندما أخرج عبدالفتاح وأنزل هتان باهبري في مكانه.. وكان واضحا أنه لم يكن جاهزا للعب هذه المباراة أمام فريق كبير يتصدر الدوري. •• كل هذه الأخطاء ارتكبها المدرب «القروني» في شوط المباراة الأول وجزء من الشوط الثاني وساهم في جعل الاتحاد في وضع صعب الآن. •• حدث كل هذا في مباراة الأمس.. ويجب أن تتوقف هذه «التجارب» على فريق كبير تكالبت عليه الظروف وجعلته يشرف الآن على الهبوط.. ولن يتحقق هذا إلا «بالاستغناء» الفوري عن المدرب «القروني».. وإعادة تشكيل ادارة الكرة من جديد.. واذا استدعى الامر استقالة الادارة الحالية الان.. وكفى «تحطيماً» للفريق وكفى استهتاراً بمشاعر جماهيره.. وكفى تدميراً للتاريخ الكروي الذي اسسه "العميد" واصبح اليوم محل تجارب مدربين مفلسين وادارات غير مهيأة.. وتركيبة فنية لا علاقة لها بالكرة من قريب او بعيد. *** •• وإذا كان هناك ما يجب عمله على الفور الآن وفي ضوء العناصر الكروية المتاحة في النادي الآن هو العودة الى طريقة (4/2/3/1) بحيث يلعب في خط الظهر كل من: محمد قاسم وباسم المنتشري وطلال العبسي والرهيب. ويلعب في مركز المحور كل من: جمال باجندوح ومحمد ابو سبعان.. ويلعب أمامهما وخلف المهاجم الرئيسي مختار فلاتة كل من: عبدالفتاح عسيري وأحمد عسيري وفهد المولد هذه التشكيلة لا يجب تغييرها أو الاجتهاد باقحام عناصر سواها في الوقت الراهن.. وإلا فإن الاتحاد سوف يغادر الصفوف الاولى على أيدي من يتحكمون الآن في مصيره. كما أن على الاتحاد أن يعالج منطقة الحراسة فيه.. ويوفر أكثر من بديل جاهز حتى يشفى حارسه الأساسي «فواز القرني».. •• ولو لعب الاتحاد يوم أمس بهذه التشكيلة وبهذا التوزيع للأدوار لما خرج مهزوما بدليل أنه عندما صحح «القروني» أخطاءه الشنيعة في الشوط الثاني فإن النصر عجز عن تحقيق نتيجة غير ما حقق في الشوط الأول.. بل على العكس استقبل مرماه هدفا.. وانتهت النتيجة ب (3/1). •• حدث هذا يوم أمس.. ويجب أن لا يستمر تخلي الاتحاديين عن فريقهم ويتركوه نهب الاجتهادات وربما غيرها أيضا..