** انطفأت في منطقة جازان شمعه من شموع الوطن وأحد علمائها الكبار فكان المصاب شديدا، فطويت صفحات ناصعة بعلم ورمز هو أبو محمد زيد بن محمد هادي مدخلي من علماء جازان الأجلاء، رجل راصد لكل علوم التوحيد واللغة وأدبها وهو صاحب قصيد ومقال. ** الشيخ زيد حريص على التواصل بالكثير من علماء المملكة أمثال الشيخ بن باز والشيخ العثيمين رحمهما الله والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ أحمد سيد مباركي والشيخ علي عباس حكمي وغيرهم من كبار هيئة العلماء في الوطن. ** الشيخ زيد قضى حياته يفقه الناس ويفسر لهم مسالك الخير ومقاصد الشريعة فهو خطيب وإمام وواعظ ومدرس ومحاضر يقصده الناس بالمنطقة الجنوبية، فهو مرجع وسند عرف بجرأته وطرحه المتميز، حقق وألف من الكتب ستين كتابا مطبوعاً وعشرات الكتب المخطوطة، وهنا مئات الأشرطة التي حتى الآن لم تفرغ تحمل محاضرات ودروس دعوته هي الوسطية والاعتدال. ** الشيخ زيد مدخلي عالم ورع وهو مثال للتواضع والاهتمام بأمور الناس وحاجتهم.. وهو زاهد في هذه الدنيا، يقول لي ابنه: إن والده لم يزر السوق من 25 سنة، مختفٍ بمتاع الدنيا الذي لا بد منه فهو بين المسجد ومنصات العلم فطلاب العلم من حوله يتزاحمون ليلا ونهاراً. ** الشيخ زيد باحث ملهم قلبه خالٍ من مشاغل الدنيا عدا العلم والمعرفة.. فاستحق الإشادة والثناء بإنجازه العبقري. ** كانت لبادرة سمو الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان لمسة ووفاء حين أصدر تعليمات بتسمية إحدى المدارس في صامطة باسم العلامة زيد مدخلي «عكاظ» تاريخ 16 جماد الأولى 1435ه، رحم الله الشيخ زيد مدخلي وألهم ذويه الصبر والسلوان. وبعد: الموت سنة الله على خلقه فكم مات أناس وهم في المجتمع أحياء.