يعاني المبتعثون الدارسون على حسابهم الخاص من عدم مقارنتهم بأقرانهم ممن شملهم برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فبرغم انتظارهم بفارغ الصبر ضمهم للبرنامج أسوة بمن سبقهم من الدارسين على حسابهم الخاص والذين التحقوا ببرنامج الابتعاث بعد إكمالهم لشروطه. وذكر حسن العبدلي المبتعث في الأردن، أنه تقدم للالتحاق بالبعثة ولم يكتب له ذلك، بالرغم من أن تقديره العام ممتاز الفصلي والتراكمي، وذلك بحجة أن التخصص غير مدعوم، وقدمت الملحقية مكافأة تفوق فصلين دراسيين، وأتمنى الالتحاق لإكمال الدكتوراه. ويقول فهد فهيد الشمري مبتعث في ولاية أوهايو الأمريكية مدينة كليفلاند: «أود الاستفسار عن طلب إلحاقي بعضوية البعثة، حيث أن طلبي الذي قدمته للملحقية صدر للوزارة ومن ثم عاد إلى الملحقية وصدر مرة أخرى للوزارة، مع العلم أن الطلب شارف على الوصول لثلاثة أشهر وأتمنى معرفة حالة الطلب». وتتابع هند المالكي مبتعثة لدراسة الماجستير في ولاية فلوريدا، «إن الكثير من المبتعثين على حسابهم يصلون المطار وهم لا يتقنون اللغة الإنجليزية ولا يوجد أي شخص يعرفهم أو يستقبلهم لتوجيههم وتيسير أمورهم كما يحصل للمبتعثين على حساب برنامج خادم الحرمين الشريفين، فهؤلاء الطلاب يعانون بداية في كيفية حصولهم على سكن مؤقت، وكيف يستخدمون سيارات الأجرة أو المواصلات العامة، وأنا شخصيا تم استغلالي ماديا في بداية وصولي لبلد الابتعاث»، وتضيف: «بدأت الدراسة بمعهد اللغة على حسابي الخاص، بالإضافة للسكن والمواصلات والأكل وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية، فغالبا أحتاج ميزانية لا تقل عن 6000 دولار شهريا وبالأخص بمدينة بوسطن لغلاء المعيشة فيها». وتضيف نوف العنزي مبتعثة لدراسة البكالوريوس في ولاية نيويورك: «تعثرت في أول سنة لتعليم اللغة الإنجليزية، مع أني أدرس على حسابي الخاص، وذلك بسبب تفكيري في الالتحاق بالبعثة مما أشغلني عن دراسة اللغة، بالإضافة إلى اتصالاتي مع الملحقية ومراسلاتي التي أثرت علي سلبيا في تعلم اللغة بأول شهور». ويوضح الطالب طامي اليامي: «ضياع حلقة الوصل بين الطالب والوزارة من أهم المعضلات، فالملحقية لا يوجد بها مشرف مخصص للدارسين على حسابهم، والسؤال الأهم هو كيف تعامل مشرف الملحقية مع الطالب الذي يدرس على حسابه الخاص، للآسف الشديد جميع الطلاب الدارسين على حسابهم ليس لديهم مشرفين من الملحقية حتى يلتحقوا بالبرنامج، وهذا ما يجعل الطالب الدارس على حسابه يعاني في التواصل مع الملحقية، والمشكلة تعود على الطالب الذي أتى لبلد الابتعاث دون الحصول على موافقة من وزارة التعليم العالي، ولذلك يأتي هنا ويكون وضعه مؤسفا». ويقول الطالب محمد الشمراني: «تأخر الالتحاق بالبعثة أفضل من ناحية إتمام اللغة في أول سنة، حيث يصعب على الطالب دراسة اللغة وتوفير متطلبات القبول، أرى أن إتمام اللغة أولا ومن ثم اللحاق بإحدى الجامعات الموصى بها من قبل الوزارة»، وتابع: «بعض تخصصات المبتعثين مثل الإدارة فيها صعوبة في الحصول على قبول كون متطلبات القبول فيها أكثر من الأقسام الأخرى». ويضيف المبتعث علي محمد حبيب الله: «الحقيقة الملحقية الثقافية بكندا حريصة جدا على المبتعثين ولم أواجه معاناة مع الملحقية ومنسوبيها، بل هم متعاونون مع المبتعثين، إضافة لذلك فهم سريعو الرد على الاستفسارات والطلبات، والمشرف الدراسي متعاون جدا ويتفهم الأمور إذا واجهت الطالب أي مشكلات لاسمح الله». ويتابع المبتعث أبو عبدالإله: «من شهر ذي القعدة لا تزال معاملتي معلقة عند تدقيق الطلب، ويخبروني عن الاستفسار عن المعاملة أنها تحت الإجراء، وعلى هذا الحال الذي لا ينتهي». ويعيش ذات المعاناة الطالب صالح الخالد الذي يوضح: «أكدوا لي أنه بعد دراسة 4 أشهر على حسابي علي أن أرفع أوراقي، وفعلت ذلك ولكن طالت المعاملة، إذ لا زلت منذ شهرين انتظر الرد، لدرجة أن الوضع أصبح مخيفا، بجانب أن هناك تخصصات محددة للدراسة وأخرى غير قابلة للالتحاق بها». من جانبه، أوضح الملحق الثقافي في أمريكا الدكتور محمد العيسى أن الدارسين على حسابهم الخاص ليسوا مسؤوليتنا، ويفترض تواصلهم عن طريق الوزارة مباشرة ولا علاقة لنا بهم على الإطلاق».