من أبرز السمات التي تشتهر بها دولة الهند هي سمة هطول الأمطار الموسمية والتي تشكل مصدرا أساسيا لمياه الشرب التي تروي احتياجات الناس من الظمأ في معظم مقاطعاتها حتى وإن لم يكن بشكل مباشر في هيئة المطر الكثيف أو أقل درجة منه متمثلا في رذاذ المطر بل حتى عن طريق الندى الذي هو نقطة تكثف بخار الماء المحمول في الهواء إلى قطرات ماء متجمعة على سطح بارد تقل درجة حرارته بشكل كبير مقارنة مع درجة حرارة الهواء عند ارتفاع النسبة المئوية للرطوبة في الجو. ففي مدينة أحمد أباد التي تقع في مقاطعة كوجارات غرب الهند يستغل الناس خاصية تكثيف بخار الماء في الهواء إلى قطرات الندى ومن ثم تجميعه إلى مياه للشرب علما بأن جغرافية هذه المنطقة من الهند تتسم بالصحراوية اليابسة والقاحلة شبيهة لجغرافية المناطق الصحراوية في المملكة وكذلك متوسط النسبة المئوية للرطوبة في الجو لتلك المقاطعة هي 55 بالمائة التي هي أقل بكثير عن متوسط النسبة المئوية للرطوبة في الجو لمدينة جدة المسجلة ب 62.8 بالمائة. كل ما يقومون به في كوجارات الهندية هو تجميع عدد كبير من الحاويات البلاستيكية إما على الأرض أو سطح المبنى التي تنخفض درجة حرارتها عن درجة حرارة بخار الماء في الجو ليلا، حيث تتكثف قطرات المياه على هيئة ندى فوق سطح هذه الحاويات ومن ثم يساعد التصميم الهندسي الخاص لهذه الحاويات بتجميع المياه في أسفلها بأقل التكاليف، ما يعادل 1000 ريال سعودي وطاقة تخزين تعادل 10 لترات من مياه الشرب في كل ليلة، أي 300 لتر في الشهر. نفس المبدأ والتقنية تم تطبيقها في صحراء أتاكاما في دولة البيرو والتي متوسط النسبة المئوية للرطوبة في الجو فيها هي 98 بالمائة مع مفارقة التصميم الهندسي المبتكر من قبل جامعة التكنولوجيا والهندسة في البيرو الذي يتصف بأنه أكثر تقدما عن مثيل نظيره في كوجارات الهند المصمم بشكل لوحة إعلانية ذات سطح كبير مصنوع من معدن بدل البلاستيك وبطاقة تخزين 3150 لترا في الشهر، أي 10 أضعاف الطاقة التخزينية لمثيل نظيره في كوجارات الهند. الدافع المساعد والمشجع لتطبيق تجربة البيرو والهند في محافظة جدة يكمن في متوسط النسبة المئوية للرطوبة في الجو لمدينة جدة طوال العام والذي يتراوح ما بين 30 بالمائة المتصف بالجاف و96 بالمائة المتصف بالرطب والخصب لتنفيذ مثل هذه التجربة في جدة كبادرة للاستثمار من قبل إدارة البحث والتطوير لدى شركات صناعة تحلية مياه البحر وتوريده، حيث إن تكلفة تقنية استخلاص مياه الشرب من قطرات الندى أقل بكثير من التكلفة التشغيلية لتقنية تحلية مياه البحر.