التغيير سنة الحياة، وعامل مهم لتطور الأمم، ووسيلة لتميز الأداء، وتحقيق الأهداف على المستويين الشخصي والمؤسسي. ويعتمد حدوث التغيير بشكل كبير على تغير الأفراد، وخصوصا القادة منهم، ما ينعكس إيجابا على أداء المنظمة بوجه عام. ويركز خبراء التنمية البشرية على تنمية العادات الذاتية لتغيير الأشخاص إيمانا منهم بقوة تأثير الأفراد لقيادة المنظمات نحو الأفضل، ما اتضح جليا في كتاب «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» لستيفن كوفي S.Covey، وكتاب «المفاتيح العشرة للنجاح» للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله، وغيرها من الكتب المتخصصة في هذا المجال. ولعل أفضل ما كتب في التغيير، وانتشر على نطاق واسع ما يعرف ب(17 عادة غيرت العالم)، والتي أصبحت منطلقا لكثير من برامج التنمية الذاتية للأشخاص الطامحين لإحداث التغيير الإيجابي في أنفسهم ومنظماتهم. ويمكن إيجاز هذه العادات فيما يلي: جرب أشياء جديدة في عملك حتى لو كنت مبتدئا، ضع معايير نجاح لذاتك ولا تقارن نفسك بالآخرين، اعرف نفسك لتتمكن من توظيف قدراتك وإمكاناتك لتحقيق أهدافك، تعلم مما حولك وتفاعل معهم، فكر بمنطقية، ولا تحكم على الأشياء بظواهرها، لا تيأس، وافترض أن هناك حلولا بديلة لكل موقف، كن مؤمنا بعملك، وتأكد أن هناك أولويات أهم من المال والمنصب، سافر واكتشف الجديد باستمرار، وخصوصا في مجال عملك، خصص وقتا لاكتشاف شخصيتك، وتعزيز ذاتك، واكتساب صداقات جديدة، تعلم باستمرار بالقراءة، والمشاركة في البرامج التدريبية، اختر الأشخاص المحيطين بك بعناية ليكونوا مصدر إلهام لك، ركز على طريقة أدائك للعمل لا على النتيجة، رحب بالتغيير للأفضل، وبأية أفكار جديدة تحقق ذلك، اجعل لك قدوة صالحة في حياتك، وابدأ من حيث انتهى الآخرون، جرب أن تنجز شيئا مستحيلا، دون أفكارك وتجاربك باستمرار، طبق ما تعلمته من هذه العادات، إذ لا قيمة لها إن لم تطبقها. وبغض النظر عن تفاوت أعداد عادات التغيير، إلا أن العامل الرئيس لفعاليتها يكمن في مدى القناعة بها، والقدرة على تطبيقها للتحول للأفضل. * جامعة الملك سعود - كلية التربية