يعد غياب دور المرشدة الأكاديمية أحد أسباب تعثر طالبات الجامعة ووقوعهن في فخ الإنذارات الأكاديمية بعد فشلهن في تحقيق نتائج النجاح واجتياز المقررات الدراسية، إما لجهلهن بنظام الدراسة، أو لعدم قدرتهن على اجتياز الخطة الدراسية في الوقت المحدد لها، وهذه الأمور مجتمعة يمكن للمرشدة توضيحها للطالبة حتى تتجنب التعثر، على حد قول الطالبات. ثلاثة إنذارات أكاديمية أجهضت حلم هدى في تحقيق حلمها بالحصول على شهادة جامعية تفتح لها المجال واسعا للالتحاق بقطاع التعليم، وأرجعت هدى أسباب تعثرها إلى جهلها التام بنظام الدراسة الجامعية. وقالت «تمكنت من الانتظام بالجامعة بعد شهر من بداية الفصل الدراسي ولم أستطع حضور أسبوع الإرشاد الأكاديمي الذي ينظم للطالبات المستجدات بهدف تعريفهن بأنظمة وقوانين الجامعة والدراسة». وتضيف»لا أستطيع مواصلة دراستي بالجامعة لأن النظام الجامعي يمنع الطالب المفصول بسبب التعثر من ذلك الحق، طالما لم ينه نصف الخطة الدراسية وأنا لم أتجاوز ذلك النصاب، ما أدخلني في أزمة نفسية لإحساسي بالفشل». عجز وفشل أما وفاء فاعتبرت فصلها من الجامعة بسبب تعثرها الدراسي، بمثابة العار الذي التصق بها مدى الحياة، لم تتوقف معاناتها بالعبارات الجارحة التي يلقيها عليها والداها اللذان استبدلا اسمها بلقب المفصولة تارة والفاشلة تارة أخرى، وشعورها بالعجز والفشل أمام قريبات وصديقاتها اللاتي ما زلن يواصلن دراستهن في مختلف الجامعات والكليات الحكومية، وذكرت وفاء أنها تعرضت للفصل من قسم التاريخ في المستوى الثاني، حيث كانت تعاني من التعثر خلال الفصول الدراسية الثلاثة بسبب عدم رغبتها في القسم وجهلها بنظام الدراسة في الجامعة. وقالت «لم أكن أعلم ان تكرار الإنذار قد ينهي مستقبلي الدراسي ولم أتعرف على المرشدة الأكاديمية نهائيا». تكرار الإنذارات وأرجعت سميرة الزيد سبب حصولها على أربعة إنذارات أكاديمية وطي قيدها إلى إجبارها على دخول قسم لم ترغب به، بالإضافة إلى فشل محاولاتها في الانتقال إلى قسم آخر ما أدى إلى تكرار الإنذارات بسبب تدني مستواها الدراسي وبالتالي فصلها نهائيا من الجامعة. أما عبير الطالبة بكلية العلوم التطبيقية تخصص أحياء فحصلت على ثلاثة إنذارات أكاديمية في المستوى الثالث، وكذلك حال غفران عبدالرحيم التي صعقت بعبارة مفصول أكاديميا عند مراجعتها للقسم، ولم تعلم أن الإنذار يمنح للطالبة المتعثرة دراسيا وقد يؤدي ذلك إلى فصلها في حال تكرر تعثرها لثلاثة فصول دراسية متتالية، مع ما يترتب على ذلك من عقوبات كإيقاف الصرف المكافأة وحرمانها من مرتبة الشرف. واقترحت كل من هنادي عمر، أحلام هلال استحداث نظام يخول الطالب أو الطالبة المفصولين أكاديميا مواصلة دراستهم عبر برنامج الانتساب أو الدراسة عن بعد، خاصة ان اغلب الذين يحصلون على الإنذارات يكونون في بداية مراحلهم الدراسية بمعنى أنهم لم يكملوا نصف الخطة الدراسية. الحد المسموح إلى ذلك، ذكر وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية الدكتور ثامر بن حمدان الحربي أن عدد المفصولين أكاديميا بالعام الجامعي 1433/1434ه بلغ نحو 300 طالب وطالبة، مؤكدا أنه لا يتم فصل أي طالب إلا بعد تجاوز الحد المسموح من الإنذارات خلال مرحلة دراسته (3 إنذارات). وقال «قبل فصل الطالب أو الطالبة أكاديميا ينظر في احتمالية إكمال دراسته باجتيازه نصف الخطة الدراسية أو لديه إمكانية لرفع معدله التراكمي، وهنا يعطى فرصة رابعة وأخيرة بعد توقيعه على تعهد خطي منه بإكمال دراسته بشرط رفع معدله في الفصل الدراسي التالي، لافتا إلى أن أسباب فصل الطالب والطالبة أكاديميا تشمل عدم اكتمال الخطة الدراسية في الوقت المحدد والتعثر لثلاثة فصول». وأضاف الحربي «لا يفصل الطالب إلا إذا تجاوز المدة المحددة، وفي حال بقي له فصل أو فصلان يغض النظر عنه، لكن الجامعة تلجأ إلى فصل الطالب في بعض الأحيان عندما لا يستطيع التخرج أو قضاء الخطة المقررة له»، مبينا أن الجامعة خصصت مركزا في شؤون الطلاب لمساعدة الطلاب على تجاوز مرحلة التعثر، تعزيزا لدور المرشدين في الكليات والأقسام في توجيه الطالب منذ بداية تعثره حتى الخروج من مرحلة التعثر، وإفهامه أن هناك خطة إذا سار عليها حسب ما رسم له من الخطة الأكاديمية علميا سوف يتخرج في الوقت المحدد له، منوها أن الطالب أو الطالبة الذي مضى على تخرجه من الثانوية العامة أكثر من خمس سنوات لا يتم قبوله في أي جامعة، لكن لديه فرصة أخرى يستطيع أن يكمل مسيرته التعليمية عن طريق برنامج الانتساب. معدل تراكمي من جانبه، ذكر الكاتب الصحفي بسام فتيني أن نظام الدراسة بالجامعة يفصل الطالب أو الطالبة في الحالات الآتية؛ إذا حصل على ثلاثة إنذارات متتالية على الأكثر لانخفاض معدله التراكمي عن (2.00 من 5 أو 1.00 من 4)، ولمجلس الجامعة بناء على توصية مجلس الكلية إعطاء فرصة رابعة للطالب الذي يمكنه رفع معدله التراكمي بدراسته للمقررات المتاحة، وإذا لم ينه متطلبات التخرج خلال مدة أقصاها نصف المدة المقررة لتخرجه علاوة على مدة البرنامج، ولمجلس الجامعة إعطاء فرصة استثنائية للطالب لإنهاء متطلبات التخرج بحد أقصى لا يتجاوز ضعف المدة الأصلية المحددة للتخرج، كما تصدر عمادة القبول والتسجيل قبل بدء الفصل الدراسي إشعار نتائج الطلبة للفصل الدراسي السابق، وفي حالة انخفاض المعدل التراكمي 1.00 (مقبول) يظهر في الإشعار إنذار للطالب. فرصة رابعة مبينا أن الطالب يفصل من الجامعة بقرار من عمادة القبول والتسجيل إذا حصل على ثلاثة إنذارات متتالية لانخفاض معدله التراكمي عن 1.00 (مقبول) ولمجلس الكلية بالتنسيق مع عمادة القبول والتسجيل أن يوصي مجلس الجامعة بإعطاء فرصة رابعة لمن يمكنه رفع معدله التراكمي بدراسته للمقررات المتاحة، إذا لم ينه متطلبات التخرج خلال مدة أقصاها نصف المدة المقررة لتخرجه علاوة على مدة البرنامج، ولمجلس الكلية بالتنسيق مع عمادة القبول والتسجيل أن يوصي مجلس الجامعة بإعطاء فرصة استثنائية للطالب لإنهاء متطلبات التخرج بحد أقصى لا يتجاوز ضعف المدة الأصلية المحددة. واقترح فتيني تفعيل نظام المرشد الأكاديمي، لتنبيه الطالب منذ الإنذار الأول الأكاديمي الأول وليس ترك الطالب حتى يستنفد الفرص جميعها. وقال «علينا أن نغير مفهوم تعزيز الفشل فالثواب والعقاب سنة الحياة، وأيضا من غير المعقول أن نقول للمخفق أدرس مدى الحياة حتى تتخرج فوضع حد زمني فاصل هو من أساسيات التخطيط البديهي لأي مهمة».