استفاق يحيى شراحيلي ،50 عاما، مع ابنائه العشرة وزوجته على ركام واطلال منزله الشعبي الذي استوى على الارض ذات صباح في حي المنتزهات، نجا الرجل واسرته من موت محقق ولم تضمد نجاته واسرته من الهلاك جروحه وقلقه على مستقبل عائلته التي وجدت نفسها في العراء بلا سابق انذار، فقد تحول حلم البيت الآمن السعيد إلى مجرد أمنية وهو ينتظر معالجة امره ببناء دار له يجمع شتات ابنائه العشرة. الواقعة كما رواها أليمة وموجعة وتستدر الدمع، اذ روى تفاصيلها امام مبنى الضمان الاجتماعي مستحثا «عكاظ» عرض قضيته العادلة على المسؤولين.. فماذا حدث لشراحيلي؟ اليقظة على دوي انهيار «في صباح السبت الماضي استيقظت واسرتي على دوي انهيار كبير في منزلنا المكون من دور واحد وملحق، المنزل المنهار هذا هو ثمرة ما خرجت به من الخدمة الطويلة، واتوقع ان المنزل انهار بسبب مبنى شعبي متهالك مجاور لنا.. في الحال باشرت قوات الدفاع المدني الموقع بعدما نقلت اطفالي وزوجتي الى منزل قريب لي، اذ لم تكن حالتي المادية تسمح لي باستئجار منزل بديل او شقة مفروشة تؤويني واطفالي لحين معالجة الامر فالراتب لا يغطي حاجاتي الاساسية ناهيك عن كلفة ايجار منزل بديل للمنهار». 10 أبناء مشردون يمضي شراحيلي في رواية قصته ويضيف: استلمت تقرير الدفاع المدني الذي يشرح تفاصيل سقوط منزلي وانهياره ثم توجهت حالا الى مكتب الضمان الاجتماعي في جدة لطلب إعانة مقطوعة أو ما يسمى إعانة ترميم منزل غير أن النظام، كما ذكر موظفو الضمان لا يشملني باعتبار اني متقاعد ومخصص لي راتبا مقداره 7000 ريال. لكن الذي لا يعلمه ولم يستوعبه الضمان الاجتماعي ان لدي 10 أبناء وأدفع اقساطا والتزامات مصرفية الامر الذي لا يمكنني اعادة إصلاح منزلي وإعادة بنائه وترميمه. شراحيلي يطالب الضمان بتشكيل لجنة تقف وتطلع على حالة منزله وحالته واسرته والوقوف على التزاماته المصرفية والبنكية وديونه، ويضيف انه وابناؤه أصبحوا مشردين بين منازل بعض الأقارب وهو ما يسبب حرجا لهم وله، وزاد أنه بصدد رفع برقية إلى امارة المنطقة كي تنظر الجهات المختصة في اوضاعه بعد أن أصبح هائما لا يجد المنزل الذي يؤويه وأطفاله وزوجته. «الضمان»: ندرس الحالة بلا واسطة «عكاظ الأسبوعية» وضعت حالة المواطن شراحيلي على طاولة مدير مكتب الضمان الاجتماعي في منطقة مكةالمكرمة محمد اللحياني الذي رحب بمبادرة الصحيفة مبديا تجاوبه التام مع الحالة حيث وعد بالنظر في قضية شراحيلي ومحاولة علاجها وتقديم ما يهم وفق الانظمة واللوائح المتبعة. حيث لا وساطة بفضل الانظمة الآلية والالكترونية التي تلتزم بالانظمة واللوائح. واضاف مدير مكتب الضمان أن الكوارث الفردية تعامل بموجب نظام الضمان. مشيرا الى ان هناك مندوبا دائما يتواصل مع ادارة الدفاع المدني في جدة لمباشرة كل الحالات على الطبيعة وما تخلفه الكوارث الفردية من اوضاع انسانية تستحق الدعم. ويتولى الضمان دراسة الحالة من الناحية الاجتماعية وتطبيقها على الانظمة فإذا توافقت يصرف للمتضرر اعانة من الضمان طبقا لحجم الكارثة والضرر ويتم ذلك بالرجوع الى دخل الفرد، وأضاف اللحياني أن أمر الصرف والاستحقاق تحكمه الانظمة واللوائح لا الوساطات والمحسوبية. من جانبه ذكر الموظف المختص بمثل هذه الحالات ان أية حالة لا تنطبق عليها شروط الصرف لا ينظر فيها مؤكدا ان الملف تحت النظر وسيصرف له اعانة شهرية بعد اكتمال الدراسات.