من الحق والإنصاف أن نقول إن بيان العلماء الشيعة السعوديين الذي صدر أمس الأول كان بياناً شجاعاً، ووطنياً، ويجب أن نذكره فنشكره. البيان أصدره جُملة من علماء سعوديين شيعة من القطيف والأحساء يدينون العنف ويرفضون استخدام السلاح، وهو يتوافق مع رأي معظم الطائفة الشيعية في السعودية، وهو يحذر «أبناءنا وشبابنا الأعزاء من الانجراف خلف توجهات العنف والتطرف فهو لا يحل مشكلة ولا يحقق مطلباً، بل يزيد المشاكل تعقيداً ويحقق مآرب الأعداء الطامعين»، مشدداً «أن أي استخدام للسلاح والعنف في وجه الدولة أو المجتمع مدان ومرفوض من قبل علماء المذهب وعموم المجتمع ولا يحظى بأي غطاء ديني أو سياسي». كما أدان العنف الذي تبناه بعض أبناء هذه البلاد من السنة، ندين العنف الذي يتبناه أبناء البلاد من الشيعة. ولا فرق في أعين المنصفين بين الدمار الذي يسببه المنتمون للقاعدة في السعودية، أو المنتمون لحزب الله فيها. ليس للخطأ دين أو مذهب، وواجب العقلاء من علماء المذاهب كافة، حفظ الدماء، وانتشال الشباب من وحل التهييج الذي يتقنه مصدرو الفتنة، وموقدو النيران، لمصلحة أجندات وآيديولوجيات أجنبية، هدفها هتك السلم الاجتماعي، وتمزيق اللحمة الوطنية. العقلاء يقدمون مصالح الأوطان، على المصالح الشخصية، والفئوية، ولا سيما، في زمن الاضطراب... هذا الزمن الذي يتصيد الحاقدون فيه أبناءنا، ليزجوا بهم وقوداً في معارك الآخرين، كفانا الله وإياكم الفتن، ما ظهر منها وما بطن.