هذه السنة من أسوأ مواسم الصيد بالنسبة لي، بهذه الكلمات يبدأ أحمد الهوبي حديثه وهو ينظر إلى سنارته الفارغة متحسرا، ويضيف قائلا: «على الرغم من أن عملي يبدو بعيدا عن هوايتي، حيث أعمل مهندسا لتقنية المعلومات غير أنني أهوى الصيد، كما أنني أعتبره من أفضل الهوايات التي تناسب المدن الساحلية كعروس البحر الأحمر جدة على سبيل المثال، وعادة ما أقضي أوقات فراغي في الصيد، وأعتقد أن هذه السنة لم تكن جيدة في الصيد على الإطلاق، كنت ألقي السنارة في البحر وأنتظر ساعات دون أن أجد سمكة، أو ألتقط أسماكا صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع». وعن هواية الصيد يقول: «هي هواية مثيرة خاصة لمن يهوى حياة البحار وأجواءها الجميلة، وأذهب في رحلات كثيرة إلى الجنوب من أجل الصيد، كما أنني أيضا من هواة الصيد البري وأصطاد الكثير من الطيور والأرانب في رحلاتي البرية، ففي البر لا تفارق يدي بندقية الصيد، وفي البحر لا تفارق يدي سنارة الصيد التي تحتاج كثيرا إلى الصبر، فلا بد أن يكون الصياد صبورا لينجح في عمله، وعن أصعب المواقف التي يمر بها الصياد يقول: «حينما تحارب سمكة وفي اللحظة التي تتمكن من صيدها أو سحبها ينقطع الخيط وهذا الموقف كثيرا ما يحصل لي، ولا يمكن أن أصف لك شعوري في وقتها، والصيد في تصوري هو حرب أو معركة بين إنسان وسمكة، والصياد الماهر يستطيع بذكائه أن يستدرج السمكة إلى سنارته إذا تهيأت له الظروف المناسبة، وبالمناسبة الصيد ليس مجرد أن تمتلك أدوات الصيد وتجرب حظك بل هو يعتمد كثيرا على ذكاء الصياد ومهاراته في الصيد، ولكن هذا لا يمنع أن بعض المواسم تكون سيئة جدا بالنسبة للصيادين»، ويتابع: «إلى الآن لا يوجد لدينا أماكن مهيأة للصيد بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة لذا نتمنى توفير تلك الأماكن لهواة الصيد، كما أن السقالات الموجودة في الكورنيش كان من الأفضل أن تكون مجهزة بشكل عرضي في تصميمها الهندسي لتتسع أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولتكون أكثر ملاءمة في الصيد، فمعظم الذين يصطادون من السقالات يعانون من الصخور التي تعيقهم من الصيد بشكل جيد، كما أطالب بتنظيم مسابقات في هذا الصدد وتخصيص جائزة لأفضل صياد شاب، كما نتمنى حقا أن يتم تشجيع الشباب الصيادين لما يمكن أن تساهم به هذه المهنة من تخفيف لنسبة البطالة، وتوفير فرص عمل ملائمة للشباب العاطلين عن العمل، ففي البحر كنوز وخير كثير».