** من حق مشائخ وأعيان وأهالي ومحافظ محافظة ''رجال ألمع‘‘أن يعتزوا بما أقدموا عليه من مبادرة مشرفة وضعتهم في صفوف المواطنة الأولى..عندما وقعوا يوم الخميس الماضي ''وثيقة تضامنية‘‘ متميزة مع أسر شهداء الواجب الأربعة الذين فقدتهم المنطقة باستشهادهم في المواجهات بين القوات المسلحة السعودية وبين الحوثيين اليمنيين..أبطالاً ضمّخوا بدمائهم الزكية أرض الوطن الغالي..واستحقوا من الجميع أن يقفوا إجلالا واحتراماً لتضحيتهم العظيمة تلك.. ** أقول من حق أبناء هذه المحافظة الجميلة أن يفتخروا بعملهم هذا..كما افتخروا بمشاركة أبطالهم العظيمة في معركة الشرف والكرامة والفداء.. ** وقد أسعدني كثيراً في مبادرتهم تلك..ما اقترنت به من فعل جميل لبعض رجال الأعمال المتميزين بالمحافظة..حيث تبرع مالك صالة الأفراح في مركز الحبيل إبراهيم مسفر الألمعي بإقامة مناسبات أسر الشهداء لمدة(20) سنة مجاناً.كما تكفلت شركة لإتمام رحلات الحج والعمرة لهم مجاناً،.وساهمت مراكز الدكتور زايد الطبية بعلاج أسر الشهداء دون مقابل لمدة (10) سنوات. ** هذه المشاركة الرمزية..وتوثيقها تنطوي على الكثير من الدلالات الحقة..والجميلة.. ** فقد أثبت المواطن السعودي أنه في مستوى المسؤولية..وأنه يمتلك كل خصائص المواطنة الأصيلة بوقوفه وراء الأبطال..ودعمه لصمودهم وتعظيمه لتضحياتهم الكبيرة..ثم بوقوفه بعد ذلك مع أبناء وأسر الشهداء منهم..ومساهمته في تقديم العون لهم..ومشاركتهم في إحساسهم المتعاظم بالفقد.. ** وليس ما حدث في رجال ألمع..ومن أهلها الكرام..إلا أنموذجاً نقياً..وصادقاً..ورائعاً لإنسان هذا البلد..وأصالة ابن هذا البلد..ولوعي رجالات هذا البلد ونسائه بأهمية المشاركة الشعبية في الأعمال الوطنية الجليلة..وتكريمه لكل من يقدمون أغلى التضحيات من أجل الوطن..ويفتدونه بأرواحهم الزكية..لتبقى ذكراهم خالدة في الأذهان مدى التاريخ.. ** فلقد سعدت كثيراً بما فعله أبناء هذه المحافظة..وآليت على نفسي إلا أن أكتب عنهم..فهم نموذج لابد وأن نقف أمامه بكل احترام..وان نعبر عن اعتزازنا بكل المبادرات الإنسانية والأخلاقية الواعية التي يتقدم بها المواطنون لتجسيد تلاحمهم..وتراحمهم مع بعضهم البعض..فتلك من شيم الكرام ومن مظاهر التعبير عن أصالتهم وتآخيهم وترابط أواصرهم..وتلك نعمة كبيرة نحمد الله عليها..وندعو الجميع للمحافظة عليها والتوسع فيها..والتسابق إليها.. ** ولعل الوقت قد حان لنحفل بهذا الجانب المهم..ونعمل على تنميته..واستثمار التربة النقية والصالحة التي يرعرع فيها ونتعهدها بالرعاية.. ** فنحن بحاجة إلى قيام تنظيم مؤسسي جديد يرعى أسر الشهداء ويتابع أحوالهم مدى الحياة..ويذكرنا بهم بين وقت وآخر..ليغذي في عقولنا ومشاعرنا روح الاعتزاز بشهدائنا..ومواصلة التعبير لخلفتهم ومن يحيطون بهم عن استمرار تعاطفنا معهم..وتقديرنا لتضحيتهم. ** فالدولة وإن قدمت الكثير لهذه الأسر الكريمة كما هو واجبها ومسؤوليتها..لا يجب أن يعفينا ذلك كمواطنين من المشاركة في التعبير لهم – مدى الحياة-عن وقفتنا معهم وإلى جوارهم لأن ما قدمه أبناؤهم..هو فوق التقدير..وفوق التكريم..وأن أقل ما يمكن أن نتذكرهم به..هو وقوفنا الدائم إلى جوار أهلهم بكل ما نملك..ونشعر..ونحس.. **وألف..ألف تحية لأبناء رجال ألمع. **وألف ..ألف تحية لكل أسر الشهداء في طول المملكة وعرضها.،،، ضمير مستتر: ** ( لا شيء يعدل البطولة في عظمتها..إلا الوفاء للأبطال..وتخليدهم في عقولنا وداخل قلوبنا..والاعتزاز بكل فرد يذكرنا بهم مدى الحياة )