أخطأ مدرب المنتخب السعودي (لوبيز) عندما كدس أبرز النجوم في مباراته أمام المنتخب الإندونيسي ولعب بطريقة عجيبة هي (4/4/2) وبتشكيلة غير متناسقة بالمرة.. وبالتالي خرج من هذه المباراة بهدف ميت ويتيم أحرزه «فهد المولد» في الدقائق الأخيرة. فقد لعب في خط الظهر بكل من: منصور الحربي ومحمد عيد وعمر هوساوي وحسن معاذ.. وأعطى مهام هجومية إضافية للظهيرين منصور ومعاذ.. كما وجد متوسط الدفاع (عيد وهوساوي) نفسيهما طليقين أيضا كلما سنحت الظروف بالرغم من مغامرتهما بالتقدم في ظل وجود مهاجمين إندونيسيين سريعين وهذا يعني أن خط الظهر كان يقوم بمهمتين دفاعية هجومية وبالذات في ظل ضعف أطراف المنتخب الآخر ووسطه وبالتالي فإنه لم يكن في هذه الحالة بحاجة لأن يلعب ب(4) لاعبين في الوسط هما «وليد باخشوين وإبراهيم غالب» كمحورين متأخرين (دفاعيين) رغم وجود النزعة الهجومية لدى كل منهما.. وكذلك بطرفين سريعين ومحاورين هما «ياسر الشهراني وسالم الدوسري» المحسوبين على وسط المقدمة. ** وفي ظل هذه «الزحمة» التي تسبب فيها المدرب باختياراته المبالغ فيها لعناصر جيدين ولكن في غير مواقعهم.. فإن «تيسير الجاسم» وجد نفسه يلعب إلى جانب «ناصر الشمراني» كمهاجم ثان وليس كمحور داعم للهجمات «صانع للألعاب» من وراء «ناصر الشمراني» الأمر الذي ترك فجوة بين وسط المقدمة ووسط المؤخرة من جهة.. وشكل كثافة عددية في منطقة الوسط المشبعة فوق اللازم وغيب دور صانع الألعاب الذي يسعى إلى تفكيك خط الظهر الإندونيسي الذي تكدس فيه (6 و8) لاعبين أطول وقت المباراة.. ** والأسوأ من ذلك أن منتخبنا بدلا من أن يلعب كرة أرضية سهلة في خط الظهر الإندونيسي يعتمد فيها على التمريرات البينية والكرات كان لاعبو الوسط والأطراف والدفاع يلعبون كرات عالية وغير مركزة مكنت الدفاع الإندونيسي من التصدي لها وتشتيتها وحالت بيننا وبين المرمى.. ** ورغم استمرار هذا الخطأ التكتيكي إلا أن المدرب استمر عليه حتى ما قبل نهاية المباراة بدقائق بدليل استمرار «ياسر الشهراني» رغم أنه لاعب زائد منذ البداية وذلك على حساب معالجة الفراغ في المقدمة.. ولم يتنبه إلى ذلك إلا عندما أنزل «فهد المولد» في الدقائق الأخيرة وجاء له بالهدف وبدأت تغييراته تكثر وبشكل عفوي وغير معروف ومنها إخراجه لمحور مهم هو وليد باخشوين وإدخاله «محمد السهلاوي» الذي لعب كمحور ولم يلعب كمهاجم ثان.. وكان يجب أن يبقي على «وليد» تحقيقا للتوازن في الوسط إلى جانب «إبراهيم غالب» الذي لعب هذه المباراة بمستوى أقل من مستواه المعهود ودون رغبة حقيقية وجادة..على أن يخرج «ياسر الشهراني» ويقدم السهلاوي كمهاجم ثان إلى جانب ناصر. ** وحتى هذا التغيير كان مطلوبا من أساس التشكيلة لأننا نعرف أن المنتخب الإندونيسي ضعيف وأننا بحاجة إلى قوة هجومية ضاربة مقابل أن نفرغ تيسير الجاسم لمهمته الأساسية كمحور ممول للهجمات من خلف (السهلاوي والشمراني) وهذا يعني أن يلعب المدرب منذ البداية بطريقة (4/3/3) على النحو التالي: