أكثر من نصف قرن قضاها الشيخ جميل سليمان جلال مطوف الملوك ورؤساء الدول والمشاهير وضيوف الدولة، في مهنة الطوافة حاملا في ذاكرته الكثير من الذكريات والمواقف، خاصة وأنه طاف بأغلب رؤساء وملوك العالم وعاصر ملوك البلاد من المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) وإلى هذا العهد الزاهر. وأوضح الشيخ جميل، أنه بدأ مهنة الطوافة وعمره 14 عاما، وطاف بالرئيس أديب الشيشكلي رئيس سورية كأول رئيس دولة يطوف خلفه، وقال «الملوك والقادة تذرف دموعهم عندما ينظر الواحد منهم إلى عظمة وهيبة الكعبة»، ويضيف «أول مبلغ حصلت عليه كان ريالا واحدا، من الإمام أحمد ملك اليمن، ورشحني الرئيس ضياء الحق رئيس باكستان قائدا للأركان عندما صعد معي إلى غار حراء»، وأكد مطوف الملوك والرؤساء أن مهنة الطوافة لم يكتسبها من ذويه وأسرته، بل إنها كانت عشقه المقرب إلى قلبه، لقربه هو من الحرم المكي الشريف والانخراط في الحلقات التعليمية التي كانت تقام فيه، وإنه لم يبحث عن المال والشهرة، قدر بحث عن الأجر والمثوبة من المولى عز وجل. وقال «كنت مؤذنا في الحرم المكي وكنا نؤذن في منائر الحرم المكي، وكان وقتها في الحرم سبع منارات، وكانت أكبر منارة فيها 361 درجة»، وأضاف شرف عظيم أن أصبحت مؤذنا في الحرم وقضيت في الأذان 38 عاما، مشيرا إلى أنه تم اختياره في باب الوداع، حيث كان يقوم بتنزيل البيرق وبإعطاء إشارة للجندي الذي يعمل على المدفع تفيد بأن وقت المغرب دخل. يتقن الشيخ جميل الكثير من لهجات الدول ويقول «بحكم الاحتكاك أتقنت بعض اللهجات، كما أجيد بعض اللغات غير العربية». وختم بالقول «تسقط كل الأوسمة والتيجان، عندما ينظر المسلم إلى عظمة وهيبة الكعبة، وكانت دموع الملوك والقادة تذرف عندما ينظر الواحد منهم إلى الكعبة الشريفة».