أكد الدكتور عبدالرحمن بن سعد العرابي أن تاريخ مدينة جدة شكلت بعض ملامحه حكايات وخرافات وأساطير أصبحت مع الأيام وكأنها حقائق، بل إن بعضها رسخ في الذهنية المجتمعية لأهالي جدة على أنها من الثوابت الحياتية التي تصل إلى حد القداسة، كما في «قبر حواء» و«فضائل جدة» و تسمية «حارة المظلوم»، و«بحيرة الأربعين». وتحدث العرابي في محاضرته مساء أمس في نادي جدة الأدبي الثقافي بعنوان (الأسطورة في تاريخ جدة) وأدار الأمسية عبدالعزيز قزان عن تاريخ جدة وقال العرابي ناقلا على ما رواه محمد علي مغربي بقوله «أدركت قبر السيدة حواء أم البشر بمدينة جدة في أوائل الأربعينيات من القرن الهجري الماضي (الرابع عشر الهجري) تتوسطه قبة عظيمة ومن أمام القبة وخلفها ممر طويل ويدخل الناس والحجاج خاصة لزيارة أمنا حواء في الحجرة التي تعلوها القبة وقد زُينت هذه الحجرة بالستائر ويطلق فيها البخور، ويتولى أحد المشايخ إدخال الحجاج وتلقينهم الدعاء للزيارة، ويتقاضى الشيخ المذكور من الزائرين النقود التي يدفعونها مكافأة له». وأضاف العرابي، بأن الرحالة العربي إبراهيم رفعت باشا وصف مدينة جدة في زيارته لها عابرا لمكة المكرمة يصف القبر بقوله «وبها (أي جدة) جبانة قريبة من ثكنات العسكر يحيط بها سور يبلغ طول ضلعه الشمالي (160) متراً وفي وسط الجبانة قبر أمنا حواء المكذوب طوله (150) مترا وعرضه أربعة أمتار وارتفاعه متر، عليه ثلاث قباب على الرأس والسرة والرجلين كما يزعمون». وتحدث العرابي عن فضائل جدة وحارة المظلوم وبحيرة الأربعين وفي ختام الأمسية كرم رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي الدكتور عبدالرحمن العرابي.