ستكون سلسلة المباريات الودية لكرة القدم المقررة اليوم بمثابة فرصة أخيرة لبعض اللاعبين الطامحين للحاق بركب بعثات المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل 2014 المقرر الصيف المقبل، قبل 99 يوما على بدء الحدث العالمي، تجتمع المنتخبات الكبرى وغيرها لرسم الخارطة الأخيرة قبل اختيار التشكيلات الأولية، وفي خضم شهر حافل على الصعيدين المحلي والقاري في أوروبا. وتتركز الأنظار على المهاجم البرازيلي الأصل دييغو كوستا الذي قد يخوض مباراته الدولية مع إسبانيا بطلة أوروبا والعالم أمام إيطاليا في مدريد، وستكون المباراة على ملعب «فيسنتي كالديرون» بمثابة الإعادة لنهائي كأس أوروبا 2012 التي حسمها «لاروخا» برباعية نظيفة في كييف. وتألق كوستا بشكل رهيب مع أتلتيكو مدريد في الموسمين الأخيرين، وقد سجل 21 هدفا في الدوري الحالي، واضطر الاتحاد الإسباني لخوض كباش مع نظيره البرازيلي للحصول على خدماته، وقال مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي «هو حالة خاصة. ولد في البرازيل، لكنه أصبح لاعبا في إسبانيا وأظهر أنه يستحق الانضمام إلى المنتخب». ولم يستدع دل بوسكي نجوم الحقبة الأخيرة دافيد فيا أفضل هداف في تاريخ المنتخب (56 هدفا) وفرناندو توريس وخوان ماتا. من ناحيته، استدعى تشيزاري برانديلي مدرب إيطاليا وجهين جديدين هما مهاجم تورينو تشيرو إيموبيلي ومدافع بارما الإيطالي، الأرجنتيني غابريال باليتا. وسيغيب مهاجم ميلان المشاغب ماريو بالوتيللي لإصابته، ودانييلي دي روسي الذي كان ضحية قانون انضباط برانديلي بسبب لكمه لاعبا منافسا في مباراة روما وإنتر الأخيرة في الدوري. وستواجه إسبانيا في كأس العالم خصمتها في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 هولندا والتي تحل على فرنسا بطلة 1998 في مباراة قوية. وسيمنح المدرب لويس فان غال، الذي سيحل غوس هيدينك بدلا منه على الأرجح بعد المونديال، الفرصة لليافع دافي كلايسن (أياكس أمستردام)، فيما يبرز في تشكيلة المدرب الفرنسي ديدييه ديشان ظهور اسم مهاجم ريال سوسييداد المتألق انطوان غريزمان (22 عاما) وصاحب 15 هدفا في الدوري الإسباني هذا الموسم. وقال غريزمان الذي أوقف مع اربعة من رفاقه في منتخب تحت 21 عاما لفترة طويلة لتركهم بعثة الفريق قبل مباراة مهمة وانتقالهم بالتاكسي لمسافة 200 كلم إلى باريس، إنه تعلم درس عام 2012 «لقد تعلمت الكثير وأنا شخص مختلف الآن. هذا من الماضي. أثبت أنه يمكن أن أتحول إلى لاعب محترف داخل وخارج الملعب». وتأهلت فرنسا إلى المونديال بشق النفس بعدما قلبت تأخرها في الملحق أمام أوكرانيا 2-0 ذهابا إلى فوز كبير إيابا 3-0. ويغيب عن تشكيلة الزرق المدافع اريك ابيدال ولاعب الوسط سمير نصري، بالإضافة إلى نجم الفريق فرانك ريبيري. مباراة إنجلترا والدنمارك على ملعب ويمبلي ربما تفتح باب المونديال أمام ظهير أيسر ساوثهامبتون لوك شو (18 عاما) المتألق في البرميرليغ بحال منحه الفرصة المدرب روي هودجسون ونال إعجابه. لكن هودجسون قال إن تشكيلة الثلاثين لاعبا ليست نهائية، وإن تواجد أحد اللاعبين فيها لا يعني أنه سيكون في المونديال أو بين السبعة الاحتياطيين. ويأمل هودجسون أن لا يصبح أول مدرب يخسر ثلاث مباريات على أرضه بعد سقوطه في آخر مواجهتين أمام ألمانياوتشيلي. وفي ظل إصابة ظهير توتنهام كايل ووكر في جنبه، قد يحصل ظهير ليفربول غلن جونسون على مباراته الدولية الخمسين، فيما يغيب مدافع إيفرتون فيل جاغييلكا بسبب الإصابة. وستشكل المواجهات المقبلة فرصة للاعبين مثل الظهير المخضرم آشلي كول وقائد ساوثهامبتون آدم لالانا وجناح ليفربول المتألق رحيم سترلينغ ولاعب وسط مانشستر يونايتد توم كليفرلي وحارس سلتيك الاسكتلندي فرايزر فورستر، لجذب أنظار المدرب الخبير قبل الرحلة المونديالية. ويطير محترفو منتخب البرازيل في أوروبا عبر المحيط الأطلسي للقاء جنوب أفريقيا في جوهانسبورغ، حيث يتوقع أن يلقى سيليساو مواجهة صعبة من فريق تغلب على إسبانيا في نوفمبر الماضي. وستكون الفرصة مناسبة للمدرب لويز فيليبي سكولاري كي يضع عينه على لائحة ال23 لاعبا التي سيعلن عنها في مايو المقبل. وسيكون في مواجهة نيمار ورفاقه فريقا أقل نجومية لكن يحظى بدعم جماهير ملعب سوكر سيتي الذي يتسع لتسعين ألف متفرج. وقال سكولاري (65 عاما) الذي قاد البرازيل إلى لقبها العالمي الخامس والأخير قبل 12 عاما في كوريا الجنوبية واليابان «نريد أن نكون أبطال العالم مجددا، ونحن في جنوب أفريقيا للفوز». ويعول سكولاري بشكل كبير على محترفي الخارج، إذ يبلغ عددهم 16 لاعبا بينهم رباعي تشلسي الإنجليزي دافيد لويز وأوسكار وراميريش وويليان. لكن من بين اللاعبين الجدد هناك مدافع بايرن ميونيخ الألماني رافينيا ولاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي فرناندينيو. وقد ينقذ الفوز رأس مدرب جنوب أفريقيا غوردون ايغيسوند الذي وصفته الصحف المحلية بأنه بمثابة الرجل «المتوفي». لكن نقل عن مسؤول في الاتحاد المحلي قوله «حتى لو فاز ايغيسوند 5 صفر على البرازيل فلن يساعده ذلك. لقد اتخذ قرار رحيله». وتردد أن البرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران الحالي سيكون أحد المرشحين لتولي هذا المنصب بعد أن شارف على بافانا بافانا بين 2000 و2002. وتستقبل ألمانيا بطلة العالم ثلاث مرات تشيلي في شتوتغارت بعد أن أقر مدربها يواكيم لوف بتخوفه من الحالة البدنية لأبرز لاعبيه. وقال لوف «على الورق، نملك فريقا كبيرا، لكن الواقع راهنا يختلف تماما. تعرض عدة لاعبين لإصابات لأشهر طويلة، فيما عانى آخرون من التوقف عن اللعب لفترات». وسيعلن لوف عن تشكيلة المونديال في مايو قبل أن يفتتح مشواره بمباراة منتظرة مع البرتغال في 16 يونيو. واستدعى لوف مدافع سمبدوريا الإيطالي شكودران مصطفي ولاعب وسط أوغسبورغ اندري هان وقلب دفاع فرايبورغ ماتياس غينتر ومهاجم هامبورغ بيار-ميشال لاسوغا وذلك لأول مرة إلى «ناسيونال مانشافت». ويأمل المهاجم ميروسلاف كلوزه (35 عاما) أن ينفرد برقم أفضل هداف في تاريخ المنتخب بعدما عادل رقم الأسطورة غيرد مولر (68 هدفا). ولا يمكن الاستخفاف بقدرة تشيلي المشاركة أيضا في المونديال، خصوصا أن فريق المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي تغلب على إنجلترا 2 صفر في رحلته الأخيرة إلى أوروبا في نوفمبر الماضي. ويستعد المنتخب الأمريكي الجنوبي لمواجهة إسبانيا وهولندا في كأس العالم بالإضافة إلى أستراليا التي تواجه الإكوادور في لندن. وقال لاعب وسط تشيلي ونجم يوفنتوس الإيطالي ارتور فيدال (26 عاما) إن فريقه قادم إلى شتوتغارت كي يصدم المضيف «هذا اختبارنا الأخير قبل كأس العالم وسنلعب للفوز». كما تبرز مباراة الأرجنتين بطلة العالم مرتين مع مضيفتها رومانيا في بوخارست. وستكون المباراة الأخيرة قبل أن يعلن اليخاندرو سابيلا تشكيلة الأرجنتين إلى المونديال. وأصبح من شبه المؤكد أن سابيلا لن يستدعي إلى الحدث العالمي مهاجم يوفنتوس كارلوس تيفيز في ظل التخمة الهجومية الكبيرة مع ليونيل ميسي وغونزالو هيغواين وسيرخيو اغويرو وايزيكييل لافيتزي وغيرهم. وستكون المواجهة الأولى بين الطرفين منذ مباراتهما النارية في الدور الثاني مونديال 1994 عندما قاد جورجي هاجي الفريق الأصفر إلى الفوز 3-2، بيد أن رومانيا لن تشارك في المونديال بعد سقوطها في الملحق أمام اليونان. وتلعب الولايات المتحدة مع أوكرانيا في قبرص بعد نقلها من العاصمة كييف بسبب الوضع السياسي الخطير في البلاد.