كشف ل«عكاظ» أحد الموقوفين في السجون اللبنانية على خلفية أحداث النهر البارد، عن معاناة الشباب السعوديين المغرر بهم في هذه الأحداث، والممتدة على مدى 10 سنوات، مؤكدا رغبة الجميع في العودة لأرض الوطن، متعهدين بأن يكونوا على قدر المسؤولية أمام ولاة الأمر. وفي اتصال هاتفي مع «عكاظ» أوضح السجين الذي رفض ذكر اسمه مكتفيا بالإشارة إليه بالحرف (ع)، أنهم كانوا يجتمعون في المساجد بعد صلاة العصر والعشاء ويذهبون إلى الاستراحات حيث يلتقون عددا من المشايخ، بعضهم من دول خليجية يظهرون من فترة إلى أخرى، مشيرا إلى أن الشباب تتراوح أعمارهم بين (18 - 20) عاما، وجميعهم يتم تحريضهم على الجهاد لرفع راية الإسلام في كافة الدول - على حد قول المشايخ. وأضاف: كان الدعاة يرفضون عودتنا لولاة الأمر سواء كانوا الوالدين أو ولي الأمر (رأس الدولة)، مشيرا إلى أنه «يتم خلال هذه اللقاءات إخضاعنا لما يشبه غسل الدماغ وتفريغه من حب الوطن والولاء له، ويطالبوننا في المحاضرات التي تلقى علينا بنصرة إخواننا في الدول المجاورة وغيرها، مستخدمين في ذلك عبارات رنانة منها (الجنة تنادينا فلماذا نعيش في رغد العيش الكريم ونترك الجهاد)». وبين السجين أنه غاب حينها عن أسرته أكثر من أربعة أشهر متقطعة خلال عام واحد، وتنقل بين مناطق الجنوب والقصيم والشرقية، لحضور محاضرات لبعض المشاريخ هناك. يذكر أن أحداث مخيم نهر البارد تعود إلى مايو 2007م، حينما تحول هذا المخيم إلى محور صراع بين الجيش اللبناني ومسلحين من جماعة فتح الإسلام، وأدت هذه الاشتباكات إلى نزوح سكان المخيم وتدميره بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين. وبلغ عدد الموقوفين على خلفية هذه الأحداث أكثر من 450 شخصا من لبنان، والمملكة، واليمن، وسوريا، وفلسطين، ومن بين السعوديين الموقوفين سجينان محكومان في قضايا إرهاب وعقوبتهما السجن عشر سنوات بموجب المادتين 5 و6 من المادة 335 من قانون العقوبات اللبناني الصادر عام 1985م، ووجهت إليهما تهمة الاشتراك مع مجموعة فتح الإسلام في أحداث نهر البارد وقضايا إرهاب أخرى. وقد أنكر المتهمون السعوديين اعترافاتهم مؤكدين أنها انتزعت بالقوة تحت التعذيب والتهديد وحرمانهم من النوم لأيام.