أبلغ «عكاظ» مسؤول أمني سعودي «أن المملكة قدمت معلومات أمنية مهمة قبل أشهر من اندلاع المواجهات في مخيم نهر البارد بين قوى الجيش وعناصر تنظيم فتح الإسلام، بما في ذلك معلومات عن التنظيم نفسه ومخططاته». وأوضح المصدر أن تبادل المعلومات يأتي في إطار تعاون المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة في الحرب على الإرهاب؛ باعتباره خطرا يهدد الجميع. وتزامنت تصريحات المسؤول الأمني مع تطورات تشهدها قضية محاكمة 12 متورطا في أحداث معركة النهر البارد من بينهم ثلاثة سعوديين، سلمتهم المملكة إلى السلطات اللبنانية الأسبوع الماضي، ضمن التنسيق الأمني بين البلدين في تبادل معلومات مكافحة الإرهاب. وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التقى بوزير الداخلية اللبناني زياد بارود في السادس من مارس الماضي على هامش زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى المملكة. في هذه الأثناء، كشف سفير خادم الحرمين الشريفين في بيروت علي عواض عسيري أن استعادة السلطات اللبنانية ثلاثة سعوديين متهمين في قضايا إرهابية، كانت بيروت قد رحلتهم إلى الرياض للتحقيق معهم، ثم إعادتهم مجددا، يأتي بهدف محاكمتهم وليس للتحقيق معهم. وأوضح عسيري أن السعوديين الثلاثة كانوا موقوفين في لبنان وجرى استجوابهم واستكمال التحقيقات معهم قبل ترحيلهم إلى المملكة بطلب من الأخيرة، وهم متورطون في قضايا إرهابية مختلفة، لكن معظمهم أوقفوا على خلفية أحداث نهر البارد. وينتظر أن يبدأ القضاء اللبناني خلال الفترة القريبة المقبلة، إجراءاته في محاكمة موقوفي أحداث نهرالبارد، بينهم سعوديون وخليط من جنسيات عربية وغير عربية، متضمنين السعوديين الثلاثة الذين رحلتهم المملكة إلى لبنان الخميس الماضي، إثر انتهاء تحقيقاتها معهم، وهم؛ فهد عبدالعزيز المغامس، عبد الله محمد البيشي، ومحمد صالح السويد. وتتهم السلطات اللبنانية السعوديين الثلاثة بالانتماء لتنظيم فتح الإسلام الإرهابي الذي خاض اشتباكات مسلحة مع الجيش اللبناني في مخيم نهرالبارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان عام 2007م، أسفرت عن وقوع أكثر من 20 قتيلا سعوديا. وتقول مصادر لبنانية حسنة الاطلاع: إن الموقوف المغامس كان أميرا لخلية إرهابية في بر الياس في البقاع اللبناني، فيما جرى اعتقال الموقوف البيشي قبل اندلاع مواجهات نهر البارد؛ إثرمحاولته مغادرة لبنان برا بعد خلاف نشب بينه وبين زعيم التنظيم شاكرالعبسي. وأكد السفير عسيري ل«عكاظ» أن النائب الثاني والوزير اللبناني، بحثا في مجمل قضايا التعاون الأمني بين البلدين، مشيرا إلى وجود رغبة صادقة بين البلدين في تعزيز آليات التعاون الأمني بما يخدم أمن البلدين والشعبين الشقيقين. وفي شأن آخر، بين عسيري أن السلطات اللبنانية سترحل إلى المملكة خلال اليومين المقبلين، المواطن السعودي محمد جواد العيسى (وهو من أبناء المنطقة الشرقية) بعد أن أكملت تحقيقاتها الأمنية معه بتهمة استفزاز الجنود الإسرائيليين على الحدود الجنوبية اللبنانية. ونفى السفير عسيري مزاعم صحافية اتهمت المواطن العيسى، الموقوف لدى السلطات اللبنانية بالعمالة والتجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي، مؤكدا أنه شاب يبلغ من العمر 26 عاما، تقدم لفتاة أردنية للزواج منها، لكن أسرته رفضت، وأنه يعاني من متاعب نفسية دفعته للقيام بفعلته تلك. وكانت دورية تابعة للجيش اللبناني قد أوقفت المواطن العيسى الأربعاء الماضي، على خلفية وجوده في منطقة حدودية (جنوبي لبنان) واستفزازه لجنود إسرائيليين، غير أن صحفا لبنانية زعمت أنه عميل للموساد، وكان عند توقيفه يتحدث إلى رئيس دورية عسكرية إسرائيلية. وذكر السفير عسيري أن «السفارة أوفدت رئيس قسم الرعايا السعوديين في لبنان وقابل العيسى وتحدث إليه، وحضر قسما من التحقيقات التي أجريت معه». وخلص إلى القول «ما نؤكده أن الرجل لا علاقة له بموضوع العمالة أوالتجسس لإسرائيل، وأنه سيعود إلى المملكة غدا أو بعد غد».