لفت الناقد والقاص المغربي الدكتور سعيد يقطين إلى أنه لا فرق بين الجامعيين وغيرهم في النقد قائلا «أدافع عن الجودة والنوعية في الكتابة». وتحدث يقطين البارحة في تكريمه في اثنينية خوجة عن النقد واعماله وانشائه لموقع بات نموذجا لكثير من الكتاب، مبينا أنه يسعى عبر اعماله إلى مد الجسور بين الأدب القديم والحديث والأدب العربي والغربي، موضحا أنه تشبع من العمل الجماعي وتخلى مؤخرا عنه لأنه يسلبه قناعاته وبين أنه بدأ نشاطه في المسرح والسينما ثم انتقل الى المجال التربوي ويحب ان يكون معلما لا أستاذا أو دكتورا. من جهته ابدى عبدالمقصود خوجة سعادته بثمرة التعاون مع النادي الجراري المغربي التي حظيت بمباركة جوابية تلقتها الاثنينية من جلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، وقال «إن ضيفنا الكريم يرى أن الرواية العربية في تطور وانتعاش مستمر، وتظل تبحث عن آفاق مختلفة، في المغرب العربي ودول الخليج، إلا أن عصرها الذهبي الذي ولى، صار في حكم النادر أن نجد روايات عربية مميزة، إذ إن معظمها يميل نحو مزيد من الاجترار، والتكرار، والتمحور في دائرة ألق رواية الستينات والسبعينات، فالكثيرون يستسهلون تكنيك كتابة الرواية، ومقومات نجاحها، وأطرها الفنية، فأصبحت ملكا مشاعا، يتموقعون حوله بلا ضوابط ومعايير إبداعية، وهذا ما لمسه ضيفنا من الانتشار الواسع للرواية، بمنأى عن التروي، والحذق والجودة، انطلاقا من مفهوم تسريع الانتشار للحاق بركب من سبقوهم كيفما اتفق، ويبدو لضيفنا الكريم أن الأوضاع الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والفكرية، التي تتبدل، وتتغير بسرعة متلاحقة، تدفع بعض الروائيين إلى نشر الرواية، في ظل تساهل النقد الأدبي، وضعف مخرجاته في كثير من الأحيان، من توجيه بوصلة الأدب إلى الوجهة التي ينبغي أن يكون عليها، كما أن الإعلام الثقافي، يلعب دورا كبيرا في تراجع الجدية والصبر على الاجتهاد، والبحث، والتميز». واضاف خوجة، إن مشروع الضيف شهد ترقيم الثقافة الشعبية تحولا باتجاه قراءة الأدب الرقمي، الذي يعمل عليه، مما أهله الفوز بجائزة اتحاد كتاب الانترنت العرب، في دورتها الأولى لعام 2007-2008 عن مجمل أعماله النقدية والتنظيرية حول رقمنة الأدب، لقد أصبحت عملية ترقيم الثقافة الشعبية العربية القديمة، والمتصلة بالأقطار العربية، وبمختلف المناطق والأقاليم داخلها، ضرورة ملحة ومستعجلة، فلا تزال فسحة للعمل لإنقاذ ما بقي أو تبقى إذا صح العزم على النهوض بهذه الثقافة الشعبية، وتضافرت الجهود لجمعها وتدوينها، وتم التخطيط لطبعها وترقيمها.