تواجه قرية الجعرانة التاريخية كارثة بيئة محتملة جراء تسرب مياه الصرف الصحي في مدخل القرية، إذ تسببت المياه المتسربة في تلف طبقة الإسفلت لمدخل القرية المقابل للمسجد التاريخي علاوة على تسرب المياه في مجرى تصريف السيول الذي تم إنشاؤه قبل عدة سنوات مشكلة نهرا جديدا شبيها بالنهر الصامت الذي ظهر قبل عدة سنوات في مخططات الشرائع بسبب تجمع مياه الصرف الصحي. من جهتهم، طالب عدد من أهالي وسكان الجعرانة الجهات المختصة بضرورة استكمال الشبكة التي طال انتظارها وحماية السكان من مخاطر هذه المياه. وقال كل من سالم عوض العتيبي وماجد فطيم المقاطي ومحمد الزهراني ومحمد عبدالله الذبياني إن تسرب المياه بهذه الصورة وبشكل شبه يومي سيؤدي إلى كارثة بيئية في حالة عدم تحرك الجهات المختصة؛ نظرا لانتشار الروائح الكريهة وجريان المياه في المجرى، مشيرين إلى هذه المياه تسببت في تلف طبقة الإسفلت وحدوث حفر أعاقت حركة مرور السيارات. وأضافوا قائلين: للأسف الشديد إن الوضع لايزال على حاله منذ عدة سنوات بسبب عدم استكمال شبكة التصريف الرئيسية. مشيرين إلى ضرورة عمل عبارة متوسطة الارتفاع لمرور السيارات نظرا لانخفاض مستوى المدخل مع الطريق العام والإسراع في استكمال المشروع الخاص بالتصريف. وفي هذا السياق، أوضح مدير وحدة أعمال المياه بمدينة مكةالمكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية المهندس محمد صديق الفتني أن سبب تسرب مياه الصرف يعود إلى تعديات المواطنين على الشبكة، مشيرا إلى أنه لم يتم تشغيل الشبكة نظرا لعدم الانتهاء من المشروع. وأضاف قائلا: لقد تم تشكيل لجان لدراسة هذه التعديات وإيجاد حلول عاجلة لمنع تسرب مياه الصرف الصحي. مشيرا إلى أنه ستتم ترسية مشروع خط الطرد الرئيسي خلال العام الميلادي الحالي تمهيدا لاستكمال المشروع. من جانبه، أوضح مستشار رئيس المبادرة الوطنية للتوعية والتثقيف البيئي وأستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة أم القرى الدكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني أنه يظهر للعيان أننا موعودون بنهر صامت آخر في قرية الجعرانة التاريخية بعد الذي كان في مخطط «4» بالشرائع، مؤكدا أن مياه الصرف الصحي نتجت عن عدم اكتمال مشروع صرف السيول وترك مجار ترابية نتج عنها مياه آسنة ناتجة من مياه المجاري في منطقة تاريخية بها آبار وعين معروفة. وأضاف قائلا: لقد شاع استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بصورة أولية فقط في ري المزروعات وهذه المياه تحتوي على البكتيريا والفطريات والطفيليات والفيروسات والمواد الحيوية الذائبة بسبب عدم معالجتها الكاملة وهذا الأمر تنجم عنه أضرار كثيرة من بينها انتشار الأوبئة والأمراض التي تصيب الإنسان ووجود مواد حيوية ذائبة في مياه الصرف الصحي لها المقدرة على الاختزال الكيميائي مما يؤدي إلى استنزاف الأوكسجين من التربة والماء وهي وسط ممتاز لتغذية ونمو البكتيريا مما يهدد نمو المزروعات طبيعيا ويسبب نفوق الحيوانات النهرية والبحرية في حال توجيه مياه الصرف الصحي إليها دون معالجة كاملة. وأضاف أن المياه غير المعالجة بصورة صحيحة تعد وسطا لتكاثر البعوض والحشرات الضارة ويزداد دور هذا العامل مع زيادة درجة الحرارة كما أن تجمع مياه الصرف الصحي غير المعالجة في بحيرات وجداول صناعية حول التجمعات السكنية يزيد من خطورة هذا الدور خاصة وأن ري المزروعات بمياه الصرف الصحي غير كاملة المعالجة يسبب مخاطر جمة في حالة مزروعات الخضار التي يستهلكها الإنسان دون طهي مما يشكل عاملا مهما في انتشار الطفيليات الممرضة للإنسان عن طريق الجهاز الهضمي وكذلك تنتشر البكتيريا والفيروسات عبر تلوث الهواء إلى الجهاز التنفسي للإنسان مناشدا الجهات ذات العلاقة بالتدخل الفوري كوزارة المياه والكهرباء وأمانة العاصمة المقدسة والأرصاد وحماية البيئة حتى لا تتفاقم المشكلة.