كشفت جولة قامت بها «عكاظ» على المنطقة المركزية بالمدينةالمنورة عن افتقارها إلى العديد من وسائل السلامة، فعلى الرغم من أن المنطقة المركزية تعد أهم مناطق المدينةالمنورة التي تعج بالفنادق والزوار والمعتمرين على مدار العام، إلا أنها تفتقر لوجود دورات مياه عامة، حيث يضطر الكثير من الزوار إلى الذهاب إلى الفنادق، في حين أن نظام الفنادق يمنع استخدام دورات المياه لغير النزلاء، فضلا عن افتقارها لمشاريع الصيانة، حيث توجد إحدى الحفريات أمام بوابة أحد الفنادق ما يشكل خطرا كبيرا على الزوار من السقوط في حفرة المشروع. فيما تنتشر الفوضى عند مخارج المركزية بسبب التقاطعات التي تم وضعها لعبور المعتمرين والتي تتقاطع مع السيارات الخارجة من نفق الملك فيصل مما يسبب زحاما وربكة مرورية كبيرة، إضافة إلى خطورة كبيرة تواجه المتوجهين للمسجد النبوي ورغم وجود رجال المرور الذي ينظمون السير إلا أن بعض السائقين المتهورين يكاد يصدم المعتمرين والزوار والذين لا ينتبهون للطريق نظرا لكبر سن أغلبهم كما تفتقر المركزية لوجود مواقف سيارات كافية، حيث يضطر الكثير من النزلاء خاصة في المواسم إلى الوقوف بشكل عشوائي وفوق الأرصفة، ما يعرض سياراتهم للسحب والغرامة من قبل المرور، فيما يقوم أصحاب الحافلات بالوقوف في وسط الطريق لتنزيل الركاب مما يتسبب في تعطيل الحركة المرورية على الرغم من أنه يوجد نفق مشاة من تحت شارع الملك فيصل تم إنفاق الملايين لتجهيزه وبنائه، إلا أنه بدا مؤخرا مردوما وتحول إلى كومة نفايات، ما يشكل خطورة كبير للعابرين بالقرب منه نظرا لقربه من ممرات المشاة، حيث ما يزال متعثرا منذ عدة أشهر ولم يتم إكمال ردمه، كما أن الأرصفة تم تصميمها بعشوائية منعت الفنادق من استغلالها بالشكل الأمثل كمواقف للسيارات، وبالرغم من ذلك لم يتم إكمال بناء الأرصفة وأصبحت تعرض المارة لخطر التعثر فيها، وتفتقر المركزية لوجود أماكن للجلوس والاستراحة رغم وجود مساحات كافية، ولذلك تجد الكثير من الزوار والمعتمرين التائهين وبعضا منهم يبحث عن مكان يستريح فيه لبعض الوقت، كما من المفترض أنه يوجد موظفون لإرشاد المعتمرين والزوار التائهين ومساعدتهم وإرشادهم وخدمتهم. محمد الجهني -مدير أحد الفنادق- أوضح معاناته قائلا إن المنطقة المركزية بزحامها المعهود تفتقر إلى وجود مداخل ومخارج مناسبة تستطيع احتواء الحافلات التي تنقل الزوار وتحدث مشاكل لنزلائنا نظرا لتأخر الحافلات بسبب الزحام الذي يواجه هذه الحافلات في الدخول الى المركزية، لافتا إلى أن وجود مدخل واحد للمركزية الشمالية يعد إشكالية كبيرة قد تعطل حركة السير بشكل كبير، إضافة إلى تعطيل حركة الإسعاف أو الدفاع المدني في حالات الحوادث، مقترحا إيجاد مسارات خاصة بالحافلات من المطار وإلى المركزية، وكذلك مسار للحالات الطارئة والإسعافية ليتم الوصول إلى الفنادق بالمركزية في أسرع، محذرا من وقوع كوارث محتملة لما يحدث في المركزية من سوء إدارة وتخطيط. إلى ذلك أوضح عبدالغني الأنصاري رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالمدينةالمنورة أن الفنادق تعتبر أهم قطاع تجاري بالمدينة نظرا لمدخولاتها التي تقدر بمئات الملايين سنويا، خاصة أن المركزية تمثل واجهة المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم، مما يستوجب توفير كافة خدمات البنية التحتية للحجاج والمعتمرين، لافتا إلى أن المركزية بحاجة إلى إعادة تخطيط بالكامل بشكل يسهل الحركة، وإيجاد شوارع مخصصة للمشاة.