كتبت الإعلامية المميزة في قناة روسيا اليوم ريما أبو حمدية على صفحتها على الفيسبوك، أنها اكتشفت أن كثيرا من الأشياء التي تعجبها على الفيسبوك لا تعجبها في الواقع بالضرورة! وحينما عدت إلى صفحتي الشخصية، اكتشفت بدوري أن كثيرا مما يعجبني على الفيسبوك لا يعجبني على أرض الواقع. تقول بعض الدراسات أن الضغط على إشارة «لايك» أو «يعجبني» أصبح أشبه بالإدمان بالنسبة لمستخدمي الموقع، حيث أن تأثيره يشبه ما يحصل للمخ أثناء عملية «الإشباع الفوري» التي تحدث لمتعاطي المخدرات. لهذا يزعم بعض النقاد أن «اللايك» هو لعنة العالم الافتراضي، لأنه صار هدفا في حد ذاته أكثر من كونه وسيلة، فالبعض ينقرونه، لكي يقرروا أنهم قد قرأوا عبارة أو مروا على خبر ما. والبعض الآخر ينقرونه، لرفع نسبة نشاطهم «الفيسبوكي»، أو لتحصيل «لايكات» مماثلة بالمقابل! أما بالنسبة للإعجاب بالصفحات، فإن الغالبية العظمى ينقرون لأنهم يألفون رؤية بوستر فيلم أو ماركة ملابس أو صورة بسكويت. فقد استغل القائمون على الموقع هذه الألفة البصرية التي تحفز «اللايكات» في الإعلانات والترويج للصفحات المشابهة. لا شك أن هناك هوة بين حياتنا الواقعية والافتراضية، ولكننا لا نريد نسخة طبق الأصل من حياتنا الواقعية ولا نسعى لأن تشبه حياتنا الافتراضية حياتنا الواقعية. إن اختلاف خياراتنا في العالمين الافتراضي والواقعي لا يعني بالضرورة أننا كاذبون أو بشخصيات مزدوجة. إنه يعني أننا نحتاج أن نكون نحن بكل تناقضتنا، دون الخضوع لأي أحكام مسبقة أو توقعات اجتماعية! فأكثر ما يجذب البشر في العالم الافتراضي كونه الفضاء الوحيد الذي يشعرون فيه أنهم قادرون على الفعل والتأثير، وقبل أي شيء الاختلاف عن المألوف! نحن بحاجة إلى عالم افتراضي يستطيع استيعاب تناقضاتنا وتطلعاتنا التي لا يستطيع واقعنا استيعابها!.