حسب صحيفة (سبق)، أول أمس، فإن الجهات الأمنية اكتشفت خزانا أرضيا مملوءا بالخمر!! في حي الأصالة بشمال جدة، والخزان الكبير أبعاده عشرة أمتار طولا وستة أمتار عرضا وارتفاع ثلاثة أمتار، أي أنك تتحدث عن 180 مترا مكعبا من الخمر. وبطبيعة الحال، فإن هذا النوع من الخمر ليس مستوردا صب في الخزان كنوع من التخزين أو الخزن الاستراتيجي!!، بل هو خمر من العرق الذي يصنع محليا بالتقطير بطريقة بدائية، سبق أن حذرت منها في عدة مقالات بمناسبات مختلفة، كونها تستخدم مواد مضافة شديدة الخطورة والسمية على أجهزة الجسم المختلفة. سبق أن ذكرت من وجهة نظري كصيدلي الخطورة البالغة للسموم التي تضاف للعرق الذي يصنعه المجرمون محليا، خصوصا تلك المعروفة بأنها تسبب تلف العصب البصري وتلف المخ وتلف الكبد؛ مثل مادة «البايردين» التي تستخدم كمذيب صناعي وفي صناعة المواقد، وهي مادة تؤدي مباشرة إلى تكسر خلايا الكبد، وثبت قطعا أنها من المواد المسرطنة، كما أنهم يستخدمون مادة الكحول الصناعية والكحول المثيلي (ميثانول)، وهو النوع السام من الكحول ويسبب تلف العصب البصري وفقدان البصر التام بعد حين، كما أنه يسبب تليف الكبد بسرعة كبيرة، ومنهم من يستخدم كحول التعقيم في المستشفيات (الأيزوبروبايل)، وهو سام جدا وله تأثير مباشر على خلايا المخ والكبد والكلى ويسبب الفشل الكلوي بعد فترة قصيرة من الاستخدام بصورة مفاجئة. في حالة هذا الخزان، أنت تتحدث عن كحول مخزن في وعاء أسمنتي!! إذ لا يمكن أن يكون خزانا زجاجيا طبعا!! وبالتالي، فإنك تتحدث عن كحول تفاعل مع مواد الأسمنت بما فيها من مركبات خطرة تنتج من التفاعل. الأسئلة تطول مع هذا المشهد الخطير، ومنها: كم عدد من سيستهلك هذه السموم (180 مترا مكعبا)؟!، وما درجة وعيهم بما يقدمون عليه؟!، وهل ستستوعبهم المستشفيات عندما يصابون بأنواع تلف الأعضاء (وهذا مؤكد علميا وليس من عندي)، وكم سنصرف على رعايتهم صحيا؟!، مع أن الموت مصير مؤكد لهذه الأنواع من تلف الأعضاء. الأمر يستدعي إنشاء جمعية لمكافحة الكحول وعلاج إدمانه، كما اقترحت هنا سابقا، بل وبسرعة أكبر مما توقعت، فالمسألة وصلت حد خزان وليس قارورة عرق!!.