الكحول ليست أقل ضرراً من التدخين وإن كانت أقل استخداماً بالتأكيد أو هكذا نأمل لأنها ممنوعة ولله الحمد. الكحول سبب رئيس في تليف وتلف الكبد وهو أهم أجهزة الجسم التي يصعب علاجها أو تعويضها، إلى جانب أضراره الكبيرة لأجهزة أخرى في الجسم وقبل هذا وذاك إذهابه لأهم نعمة تميز الإنسان وهي العقل. معظم الجرائم الجنائية، حسب بيانات وزارة الداخلية، حدثت بعد تناول المسكر، وكثير من حالات العنف الأسري خاصة ضد الزوجات والأطفال مارسها زوج أو أب أو أخ مخمور، وحالات زنا المحارم، وإن كانت قليلة ولله الحمد في مجتمعنا، لها ارتباط وثيق بتناول المسكر. إذا أردنا تناول مشاكلنا بشفافية فإن علينا عدم تجاهل الكحول كواحد من أسباب اعتلال الصحة واختلال العقل في مجتمعنا، وإن الوقوع في براثنه حاصل لدى بعضنا سواء بتناوله في الخارج أو تهريبه أو تصنيعه في الداخل بدليل أن الأخبار الصحفية اليومية لا تخلو من خبر أو خبرين يوميا عن تمكن الشرطة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القبض على عصابة تصنع الخمر محليا، وسبق أن تناولت هذا الموضوع غير مرة .. من وجهة نظري كصيدلي حول الخطورة البالغة للسموم التي تضاف للعرق الذي يصنعه المجرمون محليا، خاصة تلك المعروفة بأنها تسبب تلف العصب البصري وتلف المخ وتلف الكبد، مثل مادة "البايردين" التي تستخدم كمذيب صناعي وفي صناعة المواقد وهي مادة تؤدي مباشرة إلى تكسر خلايا الكبد وثبت قطعاً أنها من المواد المسرطنة كما أنهم يستخدمون الكحول الصناعية والكحول المثيلي (ميثانول) وهو النوع السام من الكحول ويسبب تلف العصب البصري وفقدان البصر التام بعد حين كما أنه يسبب تليف الكبد بسرعة كبيرة ومنهم من يستخدم كحول التعقيم في المستشفيات (الأيزوبروبايل) وهو سام جداً وله تأثير مباشر على خلايا المخ والكبد والكلى ويسبب الفشل الكلوي بعد فترة قصيرة من الاستخدام بصورة مفاجئة وسوف أتطرق في مقال قادم، إن شاء الله، إلى إضافات أخرى عجيبة و(مقززة) عندما أتأكد من ثبوت استخدامها. وبناء على ما يسببه الكحول من أضرار صحية ووفيات، سواء ذلك المصنّع في الخارج والذي يتسبب في ضرر بطيء تدريجي ينتهي بتليف الكبد، أو ذاك المصنّع داخلياً في الخفاء وبإضافة مواد سامة سريعة الفتك، فإنه من وجهة نظر صحية يجب أن لا نهمل التوعية بأضرار الكحول وأن نمنح هذه التوعية نفس القدر الذي نمنحه لمحاربة التدخين . وبناء على ما يسببه الكحول من أضرار اجتماعية بالغة وخطيرة يسببها المخمور وتنعكس على المجتمع أجمع في شكل حوادث جنائية أو أخلاقية أو مرورية فإن الحملة على الكحول يجب أن لا تقل عن شراسة الحملة على المخدرات عامة سواء في التوعية أو العقوبات. ومجمل القول أإنا في أمس الحاجة لجمعية متخصصة متفرغة لمكافحة الكحول.