تعكس زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للهند عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، تعود لبداية تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- في عام 1932م، فقد أثنى رئيس الوزراء الهندي الأول جواهر لال نهرو على الملك المؤسس وأشاد بشجاعته وحنكته السياسية في توحيد الجزيرة العربية، واستمرت العلاقات تتطور على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يقيم في المملكة اليوم أكثر من مليوني وافد هندي، ويزورها كل عام أكثر من 170 ألف هندي لأداء الحج، وكثيرون يؤدون العمرة. ويعكس حجم الزيارات الرسمية ومستوى التمثيل فيها للمسؤولين السعوديين الذين زاروا الهند متانة العلاقة بين البلدين، والتي بدأت في مايو 1955م، عندما زار صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، نيودلهي ليؤسس العلاقات الثنائية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبعدها زار الملك سعود بن عبدالعزيز الهند، ومثلت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلى الهند في 2006م نقطة تحول في العلاقات الثنائية، وعندما زار رئيس وزراء الهند نهرو المملكة في عام 1956م، لقي استقبالا حارا وألقى خطابا أمام تجمع شعبي في ملعب لكرة القدم في جدة، وهو امتياز لم يمنح لأي زعيم زائر آخر. وتؤكد على أهمية العلاقة بين البلدين زيارة الأمير سلمان للهند للمرة الثانية، حيث كانت الأولى في 2010م. المملكة والهند بلدان محوريان رئيسيان فيهما ضمانة استقرار المنطقة، وحجم التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين من شأنه تحقيق توازن ليس في البلدين وحسب، بل في المنطقة والعالم.